أخبار مصرمقالات متنوعة

الاتجاه الخاطئ

وقت النشر : 2024/04/08 06:05:40 PM

الاتجاه الخاطئ

بقلم: رهواجة محمد مراكشي

الإيمان التام بأن الله عز وجل بيده كل شيء القادر الضار النافع وأن أي مخلوق آخر على وجه الارض لا يملك التحكم بتغيير مسار حياتنا إلا أنفسنا المطمئنة أو الأمارة بالسوء، وللأسف في مجتمعاتنا ككل قد بالغنا في الحديث عن الأمور الغيبية وتركنا الوقائع الحقيقية من سياسات مبطنة وأفكار مستوردة وموروثات شعبية سلبية من التراث حيث تمس سلبًا حياتنا وأفكارنا وقيمنا التي نفقدها أمام العولمة الغريبة.

ولعل تراجع تطورنا وتقدمنا الحضاري كسائر الأمم كل هذا نتجاهله ونميل للاتجاه نحو الدجل والشعوذة ومن ثم الإحباط حتى تحول الحيطة إلى فزع مبالغ فيه وإلى التمسك بظلام جهل يعود بالمرء والعقل إلى القرون الوسطى.

لقد وصل وصل للقمر وقريبا إلى المريخ ونحن ما زلنا في غيبوبة العصر الجاهلي، لنعود ونضع اللوم على الغير بحجة السحر والحسد والعين بدلًا من توجه السبابة نحو أنفسنا نوجهها نحو غيرنا، هذه ليست عقيدة المسلم القوي إنما المسلم الضعيف الهش من الداخل ونتناسى أن اليد العليا خير من اليد السفلى.

وفي الحقيقة، فإن أي فشل وعثرة نواجهها مسؤولون نحن عنها [وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ]….[الآية 118 سورة النحل]
[وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ] [الآية 30 سورة الشورى] …
وما الخوف من الحسد والسحر المبالغ فيه إلا عقد نفسية وضباب واضطراب تفكير تقف في وجه النجاح والارتقاء بالفكر وبالروح، ولا علاقة له لا بالحسد ولا بالعين [وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ].[الاية 69 سورة طه]……
وقد قيل إن الفرق بين الجهل البسيط والجهل المركّب أن صاحب الجهل البسيط يعلم أنه جاهل، ولا يزعم أو يظن لنفسه أنه عالم، بخلاف صاحب الجهل المركّب فإنه مع جهله يظن أنه عالم، إنه الجمود الفكري الدوغمائي، وإن الأمر بيد الله، والله جل وعلا أكبر مقامًا من أن نخشى عين حسود وسحر ساحر.. [فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] …الآية 64 سورة يوسف]

زر الذهاب إلى الأعلى