أخبار مصرمقالات متنوعة

ما بعد حلف اليمين

وقت النشر : 2024/04/08 06:32:33 PM

ما بعد حلف اليمين

كتب: د/ سلوى محمد علي

تم بالأمس في العاصمة الإدارية في صرح مجلس النواب الجديد حلف اليمين الدستورية للسيد الرئيس في حضور كامل لأعضاء مجلس النواب ليكون شاهد على استحضار متطلبات وآمال الحقبة الزمنية الجديدة وما تتطلبها من تحديد الأولويات وفلترة الأطروحات التي استلزمت وطلبت بلا شك فترة جديدة بفكر جديد وفريق عمل مختلف لاستكمال ولإتمام ما بدأته القيادة السياسية من إصلاحات وتغييرات لواقع كان بالأمس القريب مهدد بالانقراض نتيجة لعوامل عديدة.

وتلألأت جنبات وطرقات العاصمة الإدارية آخر باكورة الحصاد التعميري في أبهى صورة والاستعداد المضيء الذي أظهر بصمة الإبداع المعماري والامتداد الطبيعي للتجمعات السكنية والإدارية لفك اشتباكات وتسهيل لحركة الزحف والنمو التي شهدتها العاصمة القديمة.

اتجهت قلوب وآذان المصريين وأنصتت إلى خارطة الطريق للست سنوات المقبلة يتلمسون فيها تحقيق طموحاتهم ورغباتهم في العيش الرغد بعدما عاصره سنوات البناء والتقشف لبناء الجمهورية المصرية الجديدة التي تجاهر في حتمية تغيير الواقع القاسي إلى حلم يتمناه كل المصريين وينطلق بهم إلى الحياة الكريمة ولكن بالبذل والجهد والعناء.
أعلم أنه لا تأتي بحبوحة العيش مع التكاسل ولا مع التواكل، ولكن بتغيير ثقافة شعب في الكثير من المفاهيم الموروثة وأن نتجه قلبًا و قالبًا إلى التوكل على الله والأخذ بالأسباب وتكريس كل الوقت لإنجاح منظومة الأداء والتحول عن فكرة أن الوظيفة أو أي عمل هو مجرد ساعات تقضى وتبعث هباء، بل نهتم بجودة العمل والتركيز على النتائج المحققة بالمخططة والتي تبذل كل نفيس من جهد دؤوب ومثابرة حتى نصل لأعلى مما نتمناه، مع إعطاء كل مؤدٍ جيد لما يستحقه من حوافز مجدية للإنتاج وتحقيق معادلة عادلة ومنصفة بين التدفقات والدخول وبين الإنفاق المأمول، إن نشهد ونشعر في هذه الحقبة بعدالة اجتماعية حقيقية.

ما بعد حلف اليمين هو نظرة بعيدة عميقة لاستكمال مسيرة الاكتفاء الذاتي للدولة المصرية والاهتمام بالمحاور الرئيسية للعمود الفقري للاقتصاد وأعمدته المختلفة والمتنوعة وهم الصناعة والزراعة والتجارة والاستثمار والسياحة، ولذا نهتم بفتح أو إعادة تشغيل المصانع الهامة والتي تدخل مخرجاتها في مكونات الإنتاج والتصنيع المختلفة، كذلك الاهتمام بجودة المحاصيل الزراعية والتوسع في زراعة الرمال الصفراء وإنشاء الصوامع والصوب الزراعية المختلفة التي نجحت في العديد من المزروعات، ثم التوسع في الاستثمار بكل صوره المعماري والزراعي والبترولي والصناعي وإعطاء المناخ الملائم ومنح المزيد من المزايا للمصريين المستثمرين، وخاصة رواد الأعمال من المرأة والشباب والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوفير حزمة من التسهيلات الضريبية والتأمينية، ومنح قطع أراضٍ بتخفيض مناسب أو بتقسيط مريح التي تشجع رواد الأعمال على بناء مشروعات خاصة ذاتية.

لمَ لا ننتهج سياسة امبراطورية الصين الشعبية والتي قامت على أكتاف المشروعات والصناعات متناهية الصغر وتقديم التسهيلات لتحقيق مشروعات ناجحة حتى اكتملت كل دوائرها المختلفة وأصبحت إحدى النمور التي فرضت عملتها ومنتجاتها وسلعها الاستهلاكية على كل الأسواق العالمية.

إنها أحلامنا نحن المصريين في أن نعيش حياة سلسة نشعر فيها بالامتنان لوطننا الحبيب، وننعم بآفاق العيشة الرغدة بعد طول انتظار، ونحن نئن حتى مرت علينا سنوات الشقاء والبناء وتأجيل للأماني الممكنة.

زر الذهاب إلى الأعلى