أدبي

مواقف من حياة الرسول ﷺ

وقت النشر : 2024/06/05 10:20:45 PM

مواقف من حياة الرسول ﷺ

بقلم: أحمد المنزلاوي

الحقيقة أنا أحمد الله على نعمته الكبرى بإرساله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

كلما قرأت عنه عظم في قلبي وملأ فؤادي.. حبيبي أفديه بنفسي وأهلي ومالي..

كل موقف من مواقفه يحتاج إلى دراسة وتحليل ويكتب فيه مجلدات.. هو حقًا معلم الأمم.

أما مواقفه مع الأطفال فكلها رقة وعطف وحنان ولطف ومداعبة وتنزل للصغار..

كنت أقرأ اليوم في صحيح البخاري فلفت انتباهي هذا الموقف..

“أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثِيابٍ فيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ صَغِيرَةٌ، فقالَ: مَن تَرَوْنَ أنْ نَكْسُوَ هذِه فَسَكَتَ القَوْمُ، قالَ: ائْتُونِي بأُمِّ خالِدٍ فَأُتِيَ بها تُحْمَلُ، فأخَذَ الخَمِيصَةَ بيَدِهِ فألْبَسَها، وقالَ: “أبْلِي وأَخْلِقِي” وكانَ فيها عَلَمٌ أخْضَرُ أوْ أصْفَرُ، فقالَ: يا أُمَّ خالِدٍ، هذا سَناهْ!

 وسَناهْ بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ”.

ما أجمل شمائلك يا رسول الله!

يأتيه ثوب صغير فيتذكر بنت صغيرة من بنات أصحابه! الصحابة كثر وأولادهم كثر.. ومن بين كل هؤلاء يتذكر بنت خالد بن سعيد! بنت صغيرة تحمل.. يعطيها الثوب ويدعو لها بهذا الدعاء الجميل..

ثم يكلمها بكلمة أعجمية من لسان الحبشة!!

والسر في ذلك أن الصحابي الجليل خالد بن سعيد كان من السابقين الأولين وكان من مهاجري الحبشة وظل بها حتى أتى مع جعفر بن أبي طالب عام ٧ هـ.

وابنته أم خالد (وهذه كنيتها من وهي صغيرة على عادة العرب) هذه البنت ولدت هناك وكعادة أي طفل ينشأ في بلد أجنبي فهو ينطق بلسانهم..

لذلك اعتبر النبي بهذه القاعدة المتأصلة الآن في علوم اللغة واللسانيات.. فإذا به يخاطبها بلسان حبشي ويشير إلى النقش في الثوب ويقول: هذا سَناهْ! يعني هذا حسن طيب.

وهذا ما جاء في رواية الطبراني قال: “وكانت فهمت بعض كلام الحبشة فراطنها رسول الله بكلام الحبشة”

الله الله على هذا النبي..

وهذا الحديث يعطينا فسحة باستخدام الكلمات الأجنبية في حديثنا العربي مراعاة لفهم المخاطب.. وأمثاله كثيرة..

وفي رواية أخرى للبخاري أن هذه البنت الصغيرة ذهَبَتْ تَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ الذي بيْن كَتِفَيْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنَهَرها أبوها وزَجَرها عن ذلك، فقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعْهَا.

الله الله على لطفه!

وكان من بركة دعائه صلى الله عليه وسلم أن عاشت أم خالد كثيرًا وروت أحاديث عن الرسول ولها صحبة وشُهرت بين النساء في الرواية.

هذا لطفه وتلك شيمه والحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى