مقالات متنوعة

لله وللوطن .. مصر تستعيد أحضان إفريقيا

وقت النشر : 2021/11/27 10:14:51 AM
بقلم: صبري عبد الشافي
مما لاشك فيه أن مصر كانت ولازالت لها دورها وتأثيرها الكبير على قارة إفريقيا ولو أن هذا التأثير تراجع للوراء كثيرا بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر والذى كان له دور بارز وهام للغاية في إفريقيا بدعمه المطلق للعديد من الدول من أجل التحرر من الإستعمار ونيل الاستقلال وهو ما تحقق بالفعل وكان سبب مباشر فى عداء العديد من الدول الكبرى لمصر بل وكان سبب مباشر فى محاولات عدة لزعزعة استقرارها وإسقاط عبد الناصر لذا كانت إفريقيا مدينة لمصر بما قدمته لها فى عهد الراحل العظيم عبد الناصر حيث لم يقتصر دعمه لهذه الدول معنويا بل تعداه لدعم مادى وعسكرى أحيانا كثيره تمثل فى مساعدات عسكريه تقنية ثم تلاه بعد التحرر بمساعدات عينية مادية حتى وإن كانت قليله نسبيا إلا أنها كانت مؤثرة وداعمة لهذه الدول التى كانت تعانى من الفقر والجهل حيث استنزفت من قوى الاستعمار فأنهكت قواها وباتت تعانى الجوع والجهل والفقر والمرض.
ولهذا الدور المصري المساند بقوة لمعظم دول إفريقيا كانت لمصر السياده فى إفريقيا فكانت كلمتها مسموعة ولا ترد ولم تفكر دولة ولو مجرد تفكير فى بناء علاقات مع أمريكا أو إسرائيل لأن الجميع كان يعلم مدى العداء بين مصر وكلاهما فكان القرب من إحداهما أو كلاهما امر صعب ترفضه مصر ولن تقبله وبالتالى سيكون له مردود سيئ من مصر تجاه أي دولة تفكر فى ذلك ولذا بقيت علاقة مصر رائعة مع دول هذه القارة الكبيرة الغنية بالثروات المتعددة بشرية ومعدنية ومائية، إضافة لموقعها الجغرافى الفريد المتحكم فى مداخل ومخارج العديد من المجارى المائية الهامة مما يزيد من قوة تأثير هذه القارة السمراء الفتية عالميا.
ولكن وبعد رحيل الزعيم بدأت علاقة مصر بهذه القاره التى ننتمى إليها بدأت فى التحول نحو التجاهل المصري لها ولقدرها ولمخاطر البعد عنها وترك ساحتها فضاءا لأعدائها، ومع مرور السنوات تدهورت هذه العلاقات مع العديد من دول القارة بل وتلاشت تماما فى وقت تتربص فيه قوى الشر لتنقض على فريستها التى أصبحت سهله وجاهزة للالتهام بغباء سياسي مصري لم يراعي قيمة ما كان فى يده من كنز يجب الحفاظ عليه ليوم الدين فكان ذلك لإسرائيل فرصة ذهبية أن تتجه وبقوة نحو دول عديدة للتقرب منها ليس حبا فيها، ولكن انتقاما من مصر لتلتف حولها وتحيطها من كل جانب لتكون مصر فريسة سهلة إذا ما كان هناك نزاع مسلح بين مصر وإسرائيل في أي وقت.
وها نحن نرى إحدى آثار هذه العلاقة بين إثيوببا وإسرائيل من خلال أزمة سد النهضة ،وما يمثله من تهديد لأمن مصر المائي إضافة للسودان ومن هنا كان التحرك المصري الرائع الذى رأيناه بعد تولي الرئيس السيسى لمقاليد الحكم وترتيب البيت من الداخل توجهه فورا وبقوه نحو القارة السمراء لأنه يدرك مدى أهميتها لمصر وأهمية مصر بالنسبة لها ولأنه أدرك ما أصاب مصر من خسارة نتيجة ابتعادها عن أشقاءها الأفارقة فكانت زياراته المتتالية والسريعة لأغلب دول إفريقيا وما تم عقده من اتفاقات متنوعه لصالح مصر وتلك الدول وهو ما انعكس بشكل رائع على العلاقات المصرية الأفريقية جعل المياه الراكدة تعود لتتحرك وبقوة فى اتجاه استعادة ما كان من علاقات وطيدة وقوية موثرة عالميا لصالح قارة عانت ولا تزال من آثار الاستعمار الذى أراد لها ولازال أن تبقى إفريقيا تابعة وفقيرة تعانى من كل ما يحعلها تمد يدها لمجرد أن تجد فقط لقمة عيش حاف تعينها فقط على التقاط بعض أنفاسها لتظل تعطى لهم مايريدون.
  • أعجبني

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى