حديثُ النفس
بقلم: بانسيه محمد فضل
سألتُ، هل تحبينه يا نفسي؟
فأجابت، لا زلتُ في شكٍّ من أمري، لكني أشتاق لكلماته وأعشق صوته
أسرح معه في خيالي كأنه يعزف لي لحنًا من الجمال،
إنه نهرٌ من العشقِ السرمدي الذي لا ينضب، عشقٌ لا نهاية له، لا يعرف لِمَ وكيف.
أحتار لكي أجدَ أسبابًا
فهناك منْ هم أجمل وأغنى وأخف ظلا، وهناك منْ هم أجمل وأرق مني لينالوا إعجابه، ولكنه قدر القلوب، وتعانق الأرواح أن نلتقي لتشتعل شرارة الحب بقلبينا.
أراه فارسي على جوادٍ جميل
ويراني أميرته الحسناء، بل ملكةً تتربع على عرش قلبه،
نسافر بأفكارنا لحديقة غنَّاء، نلهو بأرجائها كأطفالٍ صِغار، لا نحمل للدنيا همًّا، ولا ترهقنا المسؤوليات، تطول بيننا الكلمات، فلا نشعر بالوقت، ولا نمل من الحديث، كأننا نستمع لقطعة موسيقى فريدة من أجمل وأعذب الألحان
لا يقطع حديثنا سوى تلاقي أرواحنا في تكامل وتناغم، لنصل لذروة العشق فتتوه الكلمات، وتتعانق الأيدي.
أحببتك دون أن أدري، بل عشقتك وأدمنت تفاصيلك.
أسأل نفسي بدهشة:
كيف حدث ذلك؟ ومتى؟
لا أجد إجابة شافية، أشعر بك كعطرٍ أخَّاذٍ سلبني قلبي،
بل أراك تسسللتَ ببطء لشراييني كمُخدرٍ بطيء المفعول، ولكني أعاني من أعراض انسحابه، فلم يعد يكفيني وأنتظر المزيد.
أراني أدمنتُ كل تفاصيلك
بل أجدنى أنتظرها لتروي عطشي، أشتاق لنبرات صوتك تُحيي قلبي، أجدك كصورة تتجسد بأحلامي، فأقترب منها لتلمس شغف روحي، ألوذ بالصمت وأسترجع حديثك
وأعيش داخل ذلك الحوار بعمق وأنتظر ردك على كلماتي الصامتة، بل على أنين قلبي المتجسد بآهات يُغلِّفها مزيج من الخجل والشوق، أراني قد جننت، ولكن ما أجمل جنون عشقك!
فيا حبيبا، سحرني بسحرٍ فرعوني، وترك بقلبي لعنة للأبد،
اِشفني بترياقٍ لقلبي من عشقك
فلقد عجزتْ أدوية الحكماء
وجفَّتْ أقلام الشعراء
عن إيجاد حلٍّ للعنة قلبي،
فهل سيدوم ذاك الجمال؟
أم أن الحياة لن تُكمل لنا الحلم وسترهقنا الأيام؟!
حديثُ النفس