أدبي

ماذا بعد؟!

وقت النشر : 2022/05/20 07:48:11 AM

ماذا بعد؟!

بقلم: بانسيه محمد فضل

 

سؤال يطارد أفكاري: هل هناك نهاية، أم أن أحداث الحياة لا تنتهي إلا بموت الإنسان؟! أو لعلها قد تكمل بعد موته أيضا؟!

فلكل منا قصة قد نظن أنها توقفت، ولكن.. ماذا بعد؟ هل ستعود لتكتمل، أو تغير مجري حياتنا؟

هذا ما لا نعلمه ولا نستطيع أن نخمن به.

ماذا بعد، هل ما بعده أجمل، أم أنه أسوأ مما نتخيل؟

 

إنه المستقبل المبهم الذي نسير في غياباته ونخطو نحوه دون أن ندري، قد نظن أنه سؤال فلسفي لمن هم في سن النضج والحكمة، لكني اكتشفت أنه راودني في كل مراحل حياتي.

ففي طفولتي: ماذا بعد اللهو واللعب؟

اكتشفت أنها حياة كاملة من الدراسة والعلم وتحديد المصير.

أما في شبابي، فلهذا السؤال صولات وجولات:

ماذا بعد الحب، هل هو زواج أم فراق أم جرح؟

ماذا بعد التعلق، هل سيظل الحبيب مشتاقا لي دائما أم أنها مرحلة البدايات؟ وإن افترقنا، ماذا بعد الفراق، هل سأتحمل البعد أم ستحرقني نار الاشتياق؟ هل تراه يذكرني ولا أفارق خياله، أم أنه قد تجاهل ما كان وتلحف بثوب النسيان؟

ماذا بعد الزواج، هل هو اكتمال للحب أم أنه نهايته، أو بداية سلسلة من المسؤوليات على عاتقي من بيت وزوج وأولاد؟!

 

قد تظن أني أنهيت ترديد ذلك السؤال على خاطري، ولكنه أكمل معي حياتي: فماذا بعد تخرجي وتحديد مستقبلي؟!

هل النجاح سيكون حليفي، أم أن للقدر رأي آخر؟ ماذا بعد استقرار معيشتي، هل هذا ما أوده حقا، أم أني سأخطو خطوات أخرى في اتجاه آخر؟!

 

نظرت لأمي، يا تري ماذا بعد، لقد أدت رسالتها علي أكمل وجه ولا تحمل للدنيا هما، لكني لمحت بعينها نفس السؤال: ماذا بعد؟ وأبي أيضا وجدته يتساءل: هل أولادي بأمان، هل قدمت لهم ما سيحميهم طول الزمان، أم أني لم أفعل كل ما بوسعي لإسعاد تلك الأسرة؟

 

قلت: إذن، فأجدادي براحة من ذلك السؤال؛ ماذا سينتظرون بعد أن أكملوا حياتهم وتمتعوا بأولادهم وأحفادهم؟

لكن هيهات، فحتى إن انتهت الحياة، ماذا بعدها من حساب وجنة ونار؟ فمن أحسن العمل أو أساء يطمع في رحمة الرحيم الرحمن، ووجدتهم يرفعون أيديهم إلى الله بحسن الخاتمة، وينتظرون لقاءه بعد الممات.

 

فماذا بعد؟ أيها السؤال المحير، هل اكتفيت من حياتي، أم أنك تنتظر لتزيد حيرتي فيما بعد؟!

ماذا بعد أحداث الحياة؟
ماذا بعد أحداث الحياة؟

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى