مقالات متنوعة

مدعي الفضيلة بوجه آخر

وقت النشر : 2021/12/27 04:18:53 PM

 تقى عبد العزيز

أنا إحدى البنات اللواتي دمرتهن بعض من مدعي الفضيلة
و أحب أن أسرد لكم حكايتي من البداية حتى لا تسقطون في الفخ الذي سقط فيه ، و لكن بعد مرور الكثير من الوقت و رؤية الكثيرين منهم على أرض الواقع و الإنترنت من يدعون الفضيلة و هي منهم براء و من أمثالهم و تشويه شكل الدين بما يفعلون ، فإنهم يقولون مالا يفعلون بمعنى الكلمة فإنهم أهل نفاق و كذب ، و عندما تراهم بالقناع الآخر تتفاجىء من أفعالهم التي لا تشبه حرف واحد مما يقولون فلا تسمعوا لهم و لا تقرؤا كلماتهم فهي كالسم في العسل .
أنا حنان ولدت في قرية صغيرة بإحدى القرى بالريف و كان منزلي صغيرًا و لكن يحتوي على الكثير من الدفء و الحنان و حينما أصبح عمري 15 عاما سمعنا عن الانترنت .
رأيت نظرة كلها تساؤولات في أعينكم أجل دخل الانترنت متأخر في منزلنا لأن والدي رجل متدين بطبعه فتجد يومنا بأكمله مشغولًا في الأعمال المنزلية و الصلاة و قراءة القرآن و ينتهي يومنا بعد صلاة العشاء فنذهب للنوم .
و لذلك السبب سمعنا عن الانترنت في وقت متأخر و كنت أنا و أخوتي .
أجد لإستغراب و الدهشة بعيونكم
أجل لدي أخوه و هم عامر و عمير و يزن .
و كنا نجلس مع أبينا عبد الرحمن نطلب منه أن يدخل إلينا شبكة الإنترنت مثل باقي الناس و أخذنا نلح عليه حتى وافق و أيضًا أبي لا يرفض إلينا أي طلب نطلبه و لكن هذه المرة أخبرنا بأننا نحن من سنقوم بدفع تكلفته من مصروفنا اليومي و مرتبات أخوتي الشهرية فوافق الجميع على هذا الكلام .
و بدأ أبي بعمل الإجراءات وحضرأحد الفنيين من السنترال و قام بتوصيل شبكة الإنترنت و بدأ كل واحد يشق طريقه عليه ، و أخوتي قاموا بتحميل الألعاب بالإنترنت و هي ألعاب قتالية لا يقومون منها و لا يفرقهم عنها سواء النوم و نسوا الصلوات و العمل ، و تدمرت حياتهم تمامًا .
‏و هنا تبدأ قصتي أنا ، فقمت بعمل صفحة على التواصل الاجتماعى face book ورأيت من يرفع  صوره في العمل أو الدراسة أو بصحبة صديقه أو بصحبة حبيبته أو زوجته و أطفاله ، فقلت في نفسي لما لا أفعل مثلهم فلدي أنا أيضًا حياة جميلة و أسرة جميلة و أصدقاء و خضرة ، فأجد من يخبرني بأن من يفعل ذلك ليسوا سوا بنات ليل و يقال عنهم أسوأ الألفاظ ، فأقوم بحذفها حتى لا يقال عني مثلما قالوا عن غيري .
‏و أجد بعد مدة و ليست بطويلة جدا أجدها ترفع  صورًا لها و بمناظر سيئة و وقفات سيئة أيضًا .
‏و هناك من يقول لا تصاحبي ولدًا فهو يراكي لقمة سهلة بين أسنانه ، و أجده في الواقع إنه مغرم و ولهان عشقًا لأحدهم و الطرف الآخر يلعب فقط بمشاعره و العاشق لا يعلم .
‏و أجد آخرين من يرتدون ملابس الفضيلة و المشيخة و هي منهم براء ، فهم أبناء الفسق و الفجور .
‏فأجد منهم من يتحدث عن لباس المرأة و صوتها و لا يترك سجادة الصلاة و حينما يتقدم لأحدهم يريدها في شقته قبل زواجه شرعًا منها .
‏و هناك من يتحدث بإسم شيخ و لكنه يتحدث بالسوء عن الناس ، و تجد صفحته الشخصية على موقع التواصل القرآن و الأدعية و الأحاديث النبوية و لكنه سيء الخُلق يتحدث بسلوك سيء و تجد المرضى النفسيين من المتابعين يقولون له أحسنت و قولك حق .
‏و في النهاية تجد أن الإسلام يساء إستخدامه و تشوه سمعته و صورته أمام من لا يعرف دين الحق ، الإسلام لم ينشر في بداية عهده بالدم أو سوء الخُلق أو باللعن و الشتائم .
‏الإسلام نشر بالحسنى و الكلام الجميل و الرحمة و الإنسانية .
‏الإسلام لم يخبرك أن تواجه الآخرين بالسب و اللعن ، فمن ينشر شيئًا ليس على هواك أتركه و أرحل ، فإذا يُقرأ لا تَقرأ ، و إذا يُسمع فلا تَسمع ، و لكن لا توجه له سب و قذف و لعن فهذا ليس من شيم الإسلام .
‏و من أجمل ما تراه على الإنترنت فهناك زر الحظر لما لا يعجبك ، فلما لا تضغط عليه .
‏كيف و أنتم تشوهون دينكم بأيديكم و تطلبون من الآخرين إحترامكم ، فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار .
‏احترم دين الآخرين و أتركهم و شأنهم فدينك لم يأمرك أن ترغمه على دين لا يؤمن به و ليس على الأقباط و اليهود فقط بل حتى الكافرين الذين يعبدون الأصنام مثل كفار قريش و المجوس و غيرهم الكثير قال في كتابه الكريم في سورة الكافرون

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ  لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ  وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ  وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ  وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ  لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ 

‏فلا تتصنعوا الهداية و الإرغام فقط كن مؤمنًا و مخلصًا بحق و ثق بأنك ستدخل الجنة بعملك ، و للعلم أيضًا بأنك لن تدخل الجنة بعملك بل برحمة رب العالمين ، فإذا كنت أيها الإنسان لا ترحم ، فهل تعتقد بأن ربك سيرحمك ،بل ستتذوق من نفس الكأس الذي سقيته لأخيك أي كان دينه ، أو عمله .
‏فهناك من يقول بأن الراقصة أو المغني لن تدخل الجنة و شارب الخمر ، فهل كنت إله حتى تقول من يدخل الجنة أو يكون خارجها ؟
‏فهناك رجل كان يشرب الخمر و مداوما عليه و لكنه كان يذهب بالطعام لامرأة كفيفة لديها كثير من الأطفال و يدق الباب و يترك الطعام و يرحل و لم تعرف من يكون و كانت تدعوا له و بعد فترة مات الرجل و لم يعد يأتيها الطعام كما يحدث من قبل فعلمت بعد ذلك من كان يأتيها بالطعام قد توفى و ظلت تدعوا له حتى غفر الله له و دخل الجنة .
‏و قصة أخرى عن رجل من الأعراب و لم يكن الإسلام قد ظهر بعد ، كان يرحل بالصحراء حتى رأى كلب يلهث و كان قد نزل للبئر و شرب ، فأنزل خفه و ملأه ماء و سقى الكلب و حينما مات دخل الجنة .
‏و هناك مسلمون أيضًا سيدخلون النار و منهم المنافقين الذين يشوهون الدين كما نراهم الآن .
‏الذين يحرمون السلام و التحية على الأقباط و مشاركتهم السعادة في احتفالاتهم ، و لم يفعل رسول الله ذلك و لم يحرمه أو يجرمه ، فكيف لك أيها المسلم تخالف شرع الله و رسوله ؟
‏و دليل آخر في كتاب الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم ٦٢ قال تعالى ” إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من ءامن بالله و اليوم الأخر و عمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ” صدق الله العظيم
‏و ذلك الدليل بأن الجنة ليست للمسلمين أو من لا يتركون سجادة الصلاة و يتحدث كالببغاء بما لا يفقه فقط بل للجميع من يؤمن بالله و يوم الحساب و عمل صالح و الأعمال بالنيات منها الباطن و الظاهر فلا تتحدث بما لا تفقه و لم تقرأ كتاب الله جيدًا و تصمت ذلك أفضل لك و للجميع
‏و غدًا بإذن الله للحديث بقية

زر الذهاب إلى الأعلى