أنا إحدى البنات اللواتي دمرتهن بعض من مدعي الفضيلة
و أحب أن أسرد لكم حكايتي من البداية حتى لا تسقطون في الفخ الذي سقط فيه ، و لكن بعد مرور الكثير من الوقت و رؤية الكثيرين منهم على أرض الواقع و الإنترنت من يدعون الفضيلة و هي منهم براء و من أمثالهم و تشويه شكل الدين بما يفعلون ، فإنهم يقولون مالا يفعلون بمعنى الكلمة فإنهم أهل نفاق و كذب ، و عندما تراهم بالقناع الآخر تتفاجىء من أفعالهم التي لا تشبه حرف واحد مما يقولون فلا تسمعوا لهم و لا تقرؤا كلماتهم فهي كالسم في العسل .
أنا حنان ولدت في قرية صغيرة بإحدى القرى بالريف و كان منزلي صغيرًا و لكن يحتوي على الكثير من الدفء و الحنان و حينما أصبح عمري 15 عاما سمعنا عن الانترنت .
رأيت نظرة كلها تساؤولات في أعينكم أجل دخل الانترنت متأخر في منزلنا لأن والدي رجل متدين بطبعه فتجد يومنا بأكمله مشغولًا في الأعمال المنزلية و الصلاة و قراءة القرآن و ينتهي يومنا بعد صلاة العشاء فنذهب للنوم .
و لذلك السبب سمعنا عن الانترنت في وقت متأخر و كنت أنا و أخوتي .
أجد لإستغراب و الدهشة بعيونكم
أجل لدي أخوه و هم عامر و عمير و يزن .
و كنا نجلس مع أبينا عبد الرحمن نطلب منه أن يدخل إلينا شبكة الإنترنت مثل باقي الناس و أخذنا نلح عليه حتى وافق و أيضًا أبي لا يرفض إلينا أي طلب نطلبه و لكن هذه المرة أخبرنا بأننا نحن من سنقوم بدفع تكلفته من مصروفنا اليومي و مرتبات أخوتي الشهرية فوافق الجميع على هذا الكلام .
و بدأ أبي بعمل الإجراءات وحضرأحد الفنيين من السنترال و قام بتوصيل شبكة الإنترنت و بدأ كل واحد يشق طريقه عليه ، و أخوتي قاموا بتحميل الألعاب بالإنترنت و هي ألعاب قتالية لا يقومون منها و لا يفرقهم عنها سواء النوم و نسوا الصلوات و العمل ، و تدمرت حياتهم تمامًا .
و هنا تبدأ قصتي أنا ، فقمت بعمل صفحة على التواصل الاجتماعى face book ورأيت من يرفع صوره في العمل أو الدراسة أو بصحبة صديقه أو بصحبة حبيبته أو زوجته و أطفاله ، فقلت في نفسي لما لا أفعل مثلهم فلدي أنا أيضًا حياة جميلة و أسرة جميلة و أصدقاء و خضرة ، فأجد من يخبرني بأن من يفعل ذلك ليسوا سوا بنات ليل و يقال عنهم أسوأ الألفاظ ، فأقوم بحذفها حتى لا يقال عني مثلما قالوا عن غيري .
و أجد بعد مدة و ليست بطويلة جدا أجدها ترفع صورًا لها و بمناظر سيئة و وقفات سيئة أيضًا .
و هناك من يقول لا تصاحبي ولدًا فهو يراكي لقمة سهلة بين أسنانه ، و أجده في الواقع إنه مغرم و ولهان عشقًا لأحدهم و الطرف الآخر يلعب فقط بمشاعره و العاشق لا يعلم .
و أجد آخرين من يرتدون ملابس الفضيلة و المشيخة و هي منهم براء ، فهم أبناء الفسق و الفجور .
فأجد منهم من يتحدث عن لباس المرأة و صوتها و لا يترك سجادة الصلاة و حينما يتقدم لأحدهم يريدها في شقته قبل زواجه شرعًا منها .
و هناك من يتحدث بإسم شيخ و لكنه يتحدث بالسوء عن الناس ، و تجد صفحته الشخصية على موقع التواصل القرآن و الأدعية و الأحاديث النبوية و لكنه سيء الخُلق يتحدث بسلوك سيء و تجد المرضى النفسيين من المتابعين يقولون له أحسنت و قولك حق .
و في النهاية تجد أن الإسلام يساء إستخدامه و تشوه سمعته و صورته أمام من لا يعرف دين الحق ، الإسلام لم ينشر في بداية عهده بالدم أو سوء الخُلق أو باللعن و الشتائم .
الإسلام نشر بالحسنى و الكلام الجميل و الرحمة و الإنسانية .
الإسلام لم يخبرك أن تواجه الآخرين بالسب و اللعن ، فمن ينشر شيئًا ليس على هواك أتركه و أرحل ، فإذا يُقرأ لا تَقرأ ، و إذا يُسمع فلا تَسمع ، و لكن لا توجه له سب و قذف و لعن فهذا ليس من شيم الإسلام .
و من أجمل ما تراه على الإنترنت فهناك زر الحظر لما لا يعجبك ، فلما لا تضغط عليه .
كيف و أنتم تشوهون دينكم بأيديكم و تطلبون من الآخرين إحترامكم ، فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار .
احترم دين الآخرين و أتركهم و شأنهم فدينك لم يأمرك أن ترغمه على دين لا يؤمن به و ليس على الأقباط و اليهود فقط بل حتى الكافرين الذين يعبدون الأصنام مثل كفار قريش و المجوس و غيرهم الكثير قال في كتابه الكريم في سورة الكافرون
فلا تتصنعوا الهداية و الإرغام فقط كن مؤمنًا و مخلصًا بحق و ثق بأنك ستدخل الجنة بعملك ، و للعلم أيضًا بأنك لن تدخل الجنة بعملك بل برحمة رب العالمين ، فإذا كنت أيها الإنسان لا ترحم ، فهل تعتقد بأن ربك سيرحمك ،بل ستتذوق من نفس الكأس الذي سقيته لأخيك أي كان دينه ، أو عمله .
فهناك من يقول بأن الراقصة أو المغني لن تدخل الجنة و شارب الخمر ، فهل كنت إله حتى تقول من يدخل الجنة أو يكون خارجها ؟
فهناك رجل كان يشرب الخمر و مداوما عليه و لكنه كان يذهب بالطعام لامرأة كفيفة لديها كثير من الأطفال و يدق الباب و يترك الطعام و يرحل و لم تعرف من يكون و كانت تدعوا له و بعد فترة مات الرجل و لم يعد يأتيها الطعام كما يحدث من قبل فعلمت بعد ذلك من كان يأتيها بالطعام قد توفى و ظلت تدعوا له حتى غفر الله له و دخل الجنة .
و قصة أخرى عن رجل من الأعراب و لم يكن الإسلام قد ظهر بعد ، كان يرحل بالصحراء حتى رأى كلب يلهث و كان قد نزل للبئر و شرب ، فأنزل خفه و ملأه ماء و سقى الكلب و حينما مات دخل الجنة .
و هناك مسلمون أيضًا سيدخلون النار و منهم المنافقين الذين يشوهون الدين كما نراهم الآن .
الذين يحرمون السلام و التحية على الأقباط و مشاركتهم السعادة في احتفالاتهم ، و لم يفعل رسول الله ذلك و لم يحرمه أو يجرمه ، فكيف لك أيها المسلم تخالف شرع الله و رسوله ؟
و دليل آخر في كتاب الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم ٦٢ قال تعالى ” إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من ءامن بالله و اليوم الأخر و عمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ” صدق الله العظيم
و ذلك الدليل بأن الجنة ليست للمسلمين أو من لا يتركون سجادة الصلاة و يتحدث كالببغاء بما لا يفقه فقط بل للجميع من يؤمن بالله و يوم الحساب و عمل صالح و الأعمال بالنيات منها الباطن و الظاهر فلا تتحدث بما لا تفقه و لم تقرأ كتاب الله جيدًا و تصمت ذلك أفضل لك و للجميع
و غدًا بإذن الله للحديث بقية