أدبي

تناغم الطبيعة

وقت النشر : 2022/01/02 02:05:33 AM

تناغم الطبيعة

بقلم: شيماء عبد المقصود

 

عندما تتناغم الطبيعة على حاشية الأزرقين تبدو السماء كأنها ملكة ترتدي ثوبها الأزرق المزركش بالسحائب البيضاء، تنظر في مرآة البحر لتتغنى بحسنها فيغتر البحر بنفسه لأنها لا ملاذ لها إلا هو كل يوم، فيرقص البحر من فرحته، ويرسل أمواجه تهرول خطاها لتصل لأحضان الشاطىء تارةً وتغدو بسرعة لأحضان البحر تعانقه تارةً أخرى لتشاركه فرحته، وفي ذلك الوقت كانت الشمس تأوي إلى فراش غروبها شاهدة على فرحتهما ببعضهما، فتمد يدها اليمنى للسماء، ويدها اليسرى للبحر

ليتلاحما ويخرج عنهما ليلٌ بهيج، سامرٌ للساهرين.

 

وبدأ القمرُ يقبل من بعيد، يبدو هلالًا، كأنه طفل صغير يبتسم ابتسامة مشرقة، يحمل على جانبيه نجمتين متلألئتين شاهِدتين على زفاف السماء والبحر فى ليلٍ بهيج، وبدأت السماء تسدل ستار الليل المرصع بالنجوم المتناثرة كحبات اللؤلؤ، وها هو البحر كعادته يظهر فيه كل ما تحويه سماؤه الملكة فيتوارى هو الآخر وراء الستار.

وفجأة!!! أوووشششششششششش!!!!!

هدأ الهدوء، وسكن السكون في أنحاء المكان بأشمله، حتى الأمواج التى كانت تعصف بالشاطىء بكل قوتها بدأت تترقرق بهدوء رخيم متهدج كأنك تسمع صوت آلة موسيقية شجية عذبة الصوت.

 

وبعد ليلٍ عميق، بدأ نور الصباح يتهدل في السماء خطوةً خطوة، واحدة تلو الأخرى، واستمر في ذلك لساعاتٍ طويلة حتى بدأت شمس الصباح تخرج من خدرها جميلة حسناء في أشعتها الذهبية تمتد في كل الأنحاء، توقظ السماء والبحر من نومهما ليرفعا ستارهما مرةً أخرى لتعانقهما ويقبلوا جميعًا على يومٍ جديد وسعيد كله سرور ومرح وفرح.

ما أجمل الطبيعة عندما تتناغم مع بعضها البعض! عندما يعتنق الجمال الجمال!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى