سؤال متداول بين كثيراً من مهتمي بالتنمية البشرية، وكثيراً نسمعه في مختلف وسائل الإعلام والتواصل سواء حوار أو أراء مما تتطلب مني كخبير ومدرب في مجالات التنمية البشرية وتطوير المؤسسات والعمل في الارشاد وتقديم الاستشارات التنموية والتربوية مع العديد من المشاركين في دورات التدريب، أن أجيب علي التساؤل بشكل علمي وأكاديمي ومهني لان تنمية الوعي أولي خطوات التنوير وتجنب الخرفات واالتشويه لقيمة هذا العلم الذي يمثل روح العلوم .
علم التنمية البشرية يجمع بين مجالات عديدة اولهما : سوسيولوجيا التنمية أو علم اجتماع التنمية : يهتم بدراسة المجتمعات الانسانية وتفاعلات الظواهر الاجتماعية ( سوسيولوجيا التنمية) بشريًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وهو مصطلح اكثر انتشارا في الحقل الإنجليزي عن الحقل الفرنسي . ومن رواد علم اجتماع التنمية كارل ماركس ماكس فيبر وجورج بلانديير وجليبر ريست وسمير امين.
ثانيهما مصطلح البشرية ( علم بناء الشخصية والأشخاص) يقوم علي دراسة فلسفة تجريبية تتناول سلوكيات وفرضيات ونظريات ويرتكز على الاداء الوظيفي للفرد بالاعتماد على الفروق الفردية. رواد علم بناء الشخصية نظرية الفريد ادلر ونظرية كارل يونج ونظرية كارل فروم ونظرية سيجموند فرويد.
كما أن علم التنمية البشرية هو روح العلوم فإنه يرتبط ب: مجالات علم النفس ( التعلم – الادراك- النمو الاجتماعي والعقلي – علم نفس المرضى- تحقيق الذات ) –وعلم اجتماع التنمية – علم نفس الوجودي وهو تيار أنساني
قضايا التنمية معقدة ومتعددة الأوجه، فلا يوجد مسار واحد للتنمية الاقتصادية التي يمکن لجميع الافراد والبلدان أن تسلکه على المدى الطويل، لذلك تتطلب عملية التنمية البشرية تغييرات في السياسات و الاستراتيجيات لتتواکب مع الأحداث و الاتجاهات الجديدة و المتطورة على أن يأخذ في الاعتبار العوامل ،و الاعتبارات الاجتماعية ,والثقافية, والبيئية, و المؤسسية ، و التي تتغير باستمرار على مر الزمن في أي بلد. أعتقد أن هذا تنويه بسيط لقيمة علم التنمية البشرية التي تهتم بالإنسان بيد الانسان ومن أجل الانسان وللحديث عن التنمية البشرية الكثير لمتابعينا.
د. أيمن علوي – خبير تنمية الموارد البشرية والتدريب
