أدبي

هل أقبل اعتذاره؟

هل أقبل اعتذاره؟

وقت النشر : 2022/02/22 08:36:49 PM

هل أقبل اعتذاره؟

بقلم: بانسيه محمد فضل

هل أقبل اعتذاره؟

سؤال طالما راود تفكيري ودار بدروب قلبي، فزادت به حيرتي وأقلق جنبات فكري.
هل أستطيع نسيان ما فات واعتباره ذكريات؟
هل يمكني تضميد الجراح، ووقف نزف القلب؟
لم يكن مجرد حبيب أو معشوق، لكنه كان توءم الروح، ومهجة الفؤاد.
فأفكارنا تتواصل، وقلوبنا تتلاقى حتى في البعد.
لقد كان قلبي ينبض باسمه، وعقلي يرتاح لذكره.
كان قبلتي وقتما تضيق بي الحياة، ومحراب عشقي أبث فيه حبي وحنانى.
كان قبلتي ومقصدي إذا ضاقت روحي بما رحبت، فأجده يستقبلنى بابتسامته المعهودة، فيمحي ما بي من أوجاع.
كنت ملاذه ومستقره يأتيني حائرا وشريدا، فيجد مني أذنا صاغية، وعقلا واعيا، وروحا حانية، فيزول ما يشغل باله ويقلق راحته.
كنت شمسا تنير ظلمة أفكاره، وشعلة تضيئ دروب قلبه.
حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الرحيل، فضل أن يبتعد فجأة بأسباب واهية، لا تقنع عقلا، لا تسمن ولا تشفي من جوع، ولا تضمد جراح قلب.
رحل وصم آذانه عن صوت قلبه، بل لم يستمع لأنين قلبي المحب، فترك بي جرحا غائرا صعب الالتئام.
وبعد سنوات جاء معتذرا يطلب الصفح والغفران.
جاء يبث لي حنينه واشتياقه، وأنه تعلم من أخطائه، بل أنه علم قدري جيدا.
بعد ماذا؟
بعد أن سافر بدنيا القلوب، فعرف قدر خسارته.
عرف أن قلوب الأنقياء لا تقدر بثمن، وأنها أغلى من الماس والذهب.
عاد كأن شيئا لم يكن، وكأن الزمن توقف على المحبة، ولم يذكر الفراق، ولا سهر الليالي بجرح القلوب.
يعتذر كأنه كسر كوبا من زجاج، وليس قلبا نابضا بالحياة تألم، وذاق عذاب الفراق، وألم الجراح.
هل أستطيع النسيان والغفران؟
هل سهل أن أعود قمرا دائرا بفلكه بعد أن رماني بنيازك الفراق والرحيل؟
عقلي يرد بلا، فمن باع لا يشترى حتى ولو اعتذر بدموع دامية، ونويت أن أرفض اعتذاره تماما.
لكن قلبي استوقفني، فهو لا يزال ينبض باسمه، يتمنى رؤيته، بل لا يستطيع نسيانه حتى وإن أنكر ذلك، لقد تمكن من خبايا القلب، وصار موطنه، بل لقد احتله رغما عنه، وتغلغل في شرايينه وأوردته حتى صار نزعه أشبه بالمستحيل.
وجدتني حائرة بين كلام العقل وإحساس القلب.
فيا حبيبا جاء نادما على ما فات، هل ستستطيع ترميم أشلاء الروح وتضميد جراح القلب؟ أم أن ما كان لم يعد بالامكان؟

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى