مقالات متنوعة

مجموعة السلطان قلاوون 

وقت النشر : 2022/03/26 09:17:18 AM

مجموعة السلطان قلاوون

كتب: حسام كرم

وسط كنوز الآثار الإسلامية التي يتمتع بها شارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة التاريخية نجد مجموعة السلطان قلاوون شاملة وشاهدة على عظمة وروعة المعمار في العصر المملوكي.

تضم المجموعة بيمارستان وقبة ومدرسة قلاوون، وتعد المجموعة من أهم المزارات السياحية التي يلجأ إليها الزائرين من جميع أنحاء العالم حيث تعتبر جزء من تاريخ الشارع العريق.

مجموعة قلاوون من آثار العصر المملوكي وتتكون من قسمين:

القسم البحري: يقع على يمين الباب الرئيسي وهي واجهة المقبرة التي دفن بها المنصور قلاوون وتعلوها القبة.

القسم القبلي: يضم المدرسة وبين القبة والمدرسة دهليز طويل يؤدي إلى البيمارستان «المستشفى» الذي بقى منه الإيوان الشرقي والغربي ويحتفظ بروعتة الأثرية المعمارية.

تميز المجموعة واجهة المدرسة المزخرفة بالحنايا المحمولة على أعمدة من الرخام يتوسطها شبابيك. يلفت نظر القبة المزخرفة بالفسيفساء والخشب المذهب محمولة على 4 أعمدة اسطوانية سميكة من الجرانيت الأحمر وجدرانها مكسوة بالرخام، وهذه القبة دفن تحتها السلطان المنصور قلاوون وابنه الملك الناصر محمد.

تعد مدرسة قلاوون تحفة فنية معمارية شغلت بال المهتمين بالآثار الإسلامية في مصر والعالم. اُنشأت على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. تتكون من صحن أوسط تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة والصحن المكشوف مستطيل الشكل تتوسطه فوارة، وتفتح الإيوانات الأربعة بكامل إتساعها على الصحن وتحيط به جدران الصحن 6 من الخلاوي وذلك من الجهة الشمالية الشرقية.

فرشت الأرضيات بالأحجار أما الأسقف فهي أنصاف مقببة والإيوان الجنوبي الشرقي المعروف بإيوان القبلة مساحتة مستطيلة وأرضيته مفروشة بالحجر ويغطى بسطح خشبي، والجدار الجنوبي الشرقي بالمحراب وهو عبارة عن «حنية» نصف دائرية طاقيته مزخرفة بالنباتات يحيط بها شريط كتابي يعلو شباك مزخرف، ويغلق على الإيوان حجاب خشبي له مسرعان خشبيان وتتشابه في التصميم مع الإيوانات الأخرى.

أما الواجهة فتطل على شارع المعز لدين الله ويوجد بها ثلاث ثمانيات رأسية تمتد بارتفاع نافذتين يطلان على القبة الضرحية، أما النافذة الثالثة فتطل على إيوان القبلة ويعلو الثلاث نوافذ أعتاب حجرية مزخرف عليها بكتابات نباتية.

تعرضت للسرقة من قبل ولم تسلم المجموعة المعمارية من محاولات السرقة التي امتدت إلى أكثر من أثر إسلامي بمدينة القاهرة القديمة فسرق منها مقبض الباب الرئيسي وهو من القطع الأثرية الهامة.

وبالرغم أن أول من أمر ببناء المدرسة هو السلطان العادل كتبغا المنصوري إلا أن منشئ مدرسة قلاوون فعليًا هو الملك الناصر محمد بن قلاوون، ووجدوه في كتب التاريخ أن محمد بن قلاوون اختير سلطان بعد قتل أخيه الأشرف عام 693 ه‍ لكن ما حدث بعد ذلك أنه عُزل من السلطنة بعد عام واحد على يد العادل كتبغا ثم عاد الملك محمد بن قلاوون للحكم مرة ثانية واشتري المدرسة قبل اتمامها وأكملها وأنشأ بها القبة ونقل إليها متعلقات والدته ودفن بها ابنه «أنوك» الذي كان في سن الثامنة عشر من عمره.

لكونها معلم سياحي وأثري مشهور، سلطت الدولة المصرية الضوء على المجموعة من خلال تزيين وجه أحد تصميمات عملاتها الورقية السابقة من فئة عشرة جنيهات والتي تعود لعام 1950 بصورة واجهة المجموعة وذلك لما تحمله العملات الورقية من قيمة فنية بخلاف القيمة الاقتصادية كنوع من الفخر والاعتزاز بتلك المعالم النادرة.

زر الذهاب إلى الأعلى