ديني

فضل الصدقة في رمضان 

وقت النشر : 2022/04/14 07:01:23 AM

كتبت….مديحة علي

هل جربتم يوما متعة العطاء والتصدق  خاصة في رمضان؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” أفضل الصدقة صدقة في رمضان”.
فالصدقة في رمضان شأنها أعظم، وذلك لفضل الشهر الكريم الذي يتضاعف فيه الأجر، وفي الصدقة إعانة للصائمين والمحتاجين والفقراء، ونجد أيضا من فضائلها أنها من أعظم أسباب التداوي والبركة ورضا الرحمن.

قال تعالى: ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.” الآية 103 من سورة التوبة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَة.”

كما أنّ الصّدقة من أسباب نيل الدرجات الرفيعة في جنّات النّعيم، وتتجلى الحِكمة من تفضيل الصدقة في رمضان أنّها من صُور الإحسان إلى الفقراء، وغيرهم من ذوي الحاجة، وإعانتهم على الإفطار والسحُور، كما أنّ البَذْل والعطاء في رمضان فيه مُوافقةٌ لربّ العالمين في عطائه؛ إذ صَحّ أنّ الله -تعالى- يعتق عددًا من عباده في كلّ ليلةٍ من ليالي رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ يُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ”، وفي ذلك اقتداء بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام.

والصدقة لا تقتصر بمعناها الشامل  على المال فقط، فكل معروف صدقة،
قال صلى الله عليه وسلم: “كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيك.”
تتعدد صور الصدقات في رمضان مثل إطعام الطعام، إفطار الصائم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بالخير، الإمساك عن الشر، إماطة الأذى، والتسليم على الناس، زيارة المريض، اتباع الجنازة، رد السلام، التبسم، وبشاشة الوجه.

آداب إخراج الصدقة:
1- أن تكون من مال الإنسان الطيب.
2- أن تكون للرقاب ولمن يستحقها من الفقراء.
3- ألا يستهن المؤمن بمقدار صدقته حتى ولو تصدق بشق تمرة.
4-  ألا يتبع المسلم صدقته بالمن والأذى.
5- وأن يخفيها ولا يظهرها ويتفاخر بها لأن التفاخر يقلل من أجر الصدقة على عكس إخفائها، فلا تعلم شماله ماذا أنفقت يمينه، ليصبح من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويكون هذا دليلا على إخلاص العبد، حيث إنّ الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.

فوائد الصدقة :
1- إطفاء غضب الرب بالصدقة، وخاصةً صدقة السر.
2- مسح الخطيئة، فهي تطفيء نارها كما يطفيء الماء النار.
3- الوقاية من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: “فاتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ”.
4 – تُشكّل الصدقة ظلًا لصاحبها يوم القيامة فيقف فيه ويستظل به.
5 – سببٌ للشفاء من الأمراض القلبية والبدنية.
6 – سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.
7 – فوز المنفق بدعاء الملائكة له، بخلاف الذي يُمسك عن الإنفاق.
8 – زيادة البركة في مال المتصدّق، فلا يمكن أن ينقص مالٌ من صدقة.
9- بقاء الصدقة جارية من مال المنفق يوم الحساب والجزاء، ومعها يتضاعف ويستمر أجر الصدقة.
10 – سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.
11 – انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته، وإن لم يكن في الصَّدقة غير هذه الفائدة لكانت سببًا كافيًا لأن يبادر العبد المسلم إلى الصدقة ويُكثر منها، لقول الله تعالى: “وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ”فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون.”
12-  دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: “الصَّدقَة بُرهانٌ.”
13- تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.

الفرق بين الصدقة الجارية والمؤقتة:
الصدقة المؤقتة هي التي لا يحبس فيها الأصل بل يعطى للفقير ليتملكه وينتفع به كما يشاء، كأن يعطى له مالٌ أو طعامٌ أو كسوة أو دواء أو فراشٌ، والصدقة الجارية هي الوقف، وله صور كثيرة، ومن ضوابطها أن يحبس الأصل، وتُسبّل الثمرة.

أبواب الصدقة المُستحَبّة في رمضان:
تُوجَد العديد من الأفكار الإبداعيّة التي تدور حول معنى الصدقة في رمضان، وعلى الرغم من أنّه لا يمكن حَصرها جميعاً، إلّا أنّه يمكن ذِكر بعضها فيما يأتي:
-المساهمة في إعداد موائد يُفطر عليها الصائمون عامة.
-جَمع الملابس القديمة، والألعاب، والكُتب، وما شابه ذلك ممّا يمكن استخدامه، والمساهمة في توزيعه على الفقراء.
-توزيع طرود الخير التي تحتوي على الموادّ الأساسية التي يحتاج إليها الفقراء؛ من تمر، وسكّر، وأرز، ونحو ذلك.
– المساهمة في توزيع وجبات للإفطار، أو السحور عند إشارات المرور، والأماكن العامة.
– المساهمة في حَفر آبار المياه، وسقاية الماء.
– المساهمة في بناء المساجد.
– المساهمة في الإنفاق على طُلّاب العِلم.
– المساهمة في طباعة المصاحف، وتوزيعها.
– مساعدة الشباب على الزواج.
– كفالة يتيم والإنفاق عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى