مقالات متنوعة

مساجد مصر وروحانيات الشهر الفضيل

وقت النشر : 2022/04/15 08:25:59 PM

كتبت: إيمي أبو المجد 

 

مسجد السيدة زينب

مسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر، وينسب إلى حفيدة رسول الله محمد -ﷺ- زينب بنت علي بن أبي طالب.

 

يحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين، ويعتبر الكثيرون -خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة- أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالوها، ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها، وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام.

وقد جاء ذكر مسجد السيدة زينب في رواية الروائي المصري المشهور يحيى حقي “قنديل أم هاشم”، و”أم هاشم” هي كنية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، تحدثنا الرواية عن شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة، وسكنوا بالقرب من مسجد السيدة، ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالي الحي، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد، وفوق ضريح السيدة، وللرواية معانٍ كثيرة، ولكنها توضح مكانة هذا المسجد، حتى أنهم كانوا يتباركون بالزيت.

يذكر النسابة العبيدلي أن زينب بنت علي رحلت لمصر حيث تذكر روايات بأنها رحلت لمصر، وكذلك ذكر ياسر الحبيب، ومحمد صادق الكرباسي في كتابه معجم أنصار الحسين، ويعتبر البعض أن المدفونة من حفيدات الإمام علي ولعلها هي زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وفي رأي آخر أن المدفونة هي زينب بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية، ويذكر الشيخ المفيد أن هناك ثلاث بنات للإمام علي باسم زينب وهن زينب الكبرى وزينب الصغرى أمهم فاطمة الزهراء وزينب أخرى أمها أم ولد، وقيل أن أم كلثوم وهي زينب الصغرى توفيت بمصر ودفنت في هذا المكان، وقيل أيضاً أن المدفونة هي زينب التي أمها أم ولد.

لا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب، فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والي مصر العثماني علي باشا قام سنة 951 هـ/1547م بتجديد المسجد ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ/1768م، وفي عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا، وبالتالي فإن المسجد ليس مسجل كأثر إسلامي. وكان المسجد وقتها يتكون من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر، ويعلوه قبة شامخة. وفي عام 1969 قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد الذي يقع هو والضريح معا في مصر في مدينة القاهرة بحي السيدة زينب.

زر الذهاب إلى الأعلى