مقالات متنوعة

الإتيكيت في الإسلام

وقت النشر : 2022/06/26 10:39:21 PM

الإتيكيت في الإسلام

يكتب : محمد شبكة

لما كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مثالا للأدب والأخلاق، كما وصفه ربنا عز وجل “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” فهو صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي بين الناس، وكان -عليه الصلاة والسلام- حريصا على أن يبني أمة لها مهابة، تعرف قدر الله وقدر الناس، وتنزلهم منازلهم، فقد وضع النبي لنا أسس العلاقات الإنسانية، في كل الأمور، لم يترك لنا أمرا إلا بينه، وما كان إلا وحي من ربه، فما كان ينطق عن الهوى، فوضع لنا رسولنا الكريم منهج في كل العلاقات.

1- إتيكيت الطريق:

إذا لقيت أخاك فبادره بالسلام، وأن تلقاه بوجه بشوش، وأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف، وإذا حياك بتحية أن ترد بأحسن منها، وهو يقول لا تحقرن من المعروف شيئا، وإن تلقى أخاك بوجه طلق: “لا تحقرن من المعروف شيئا” هذه الكلمة رغم بساطتها إلا أنها تفعل الأفاعيل، فقد ترى ما تفعله قليلا، لكنه عند الله عظيم، فالمعروف الذي تقدمه وأنت تراه قليلا، قد يغير حياة إنسان، ويغير أيضا في مسار حياتك، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء.

2- إتيكيت الحوار في الإسلام:

قال تعالى: “وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ”، فإن جذب القلوب يكون بحسن الحوار، وتجنب شكل التحدي، وحسن الإنصات، والإيماء للمتكلم بأنك تعطيه كل وجهك حين تسمعه، وألا تستأثر بالكلام لنفسك، وقد أعجبني قول بن عقيل رحمه الله في كتابه فن الجدل: “وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة.”

3- إتيكيت الطعام في الإسلام:

فقد وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقة نأكل بها ضمانا للسلامة منها: غسل اليدين قبل الطعام، وذكر اسم الله على الطعام، والأكل باليمين ما لم يكن هناك عذر، الأكل من أقرب الطعام إليك، وعلى الضيف ألا يطيل الجلوس عند مضيفه لقوله تعالى: “فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا” [الأحزاب]

4- إتيكيت الزيارة في الإسلام:

حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على التزاور، ولكن وضع لنا آداب للزيارة، فسن زيارة الأصدقاء والأهل والإخوان والجيران، ويجب أن تكون النية فيها مسبقة، إرضاء لله تعالى، كصلة الرحم، أو محبة في الله، أو عيادة مريض، وأن يختار الوقت المناسب للزيارة، ويفضل الاستئذان قبل الزيارة كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ”، فعلى الطارق أن يكون فطينا، لا يطرق الباب بطريقة مفجعة، وأن يطرق الباب وينتظر برهة، حتى إذا طرق ثلاث ولم يجد مجيبا عليه الانصراف، ولا يصر على الاستمرار في الطرق لوقت طويل، وإذا قيل ارجع يرجع وصدره لا يحمل حرجا، وإذا دخل عليه أن يغض بصره عن محارم البيت، فلا يتلفت كثيرا، وألا يرفع صوته، والجلوس في المكان الذى سمح له فيه صاحب البيت ، وألا يطيل الجلوس، ولا يتسمع ما يدور في بيت المزور، وعدم الانصراف إلا بعد استئذان صاحب البيت، وأن يشكرهم عند انصرافه، وأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهمية الزيارة في قوله: “مَن عاد مريضًا أو زارَ أخًا لهُ في اللهِ؛ ناداه مُنادٍ: أن طِبتَ وطابَ ممشاكَ، وتبوَّأْتَ مِن الجنَّةِ منزلًا.”

هذا على سبيل المثال لا الحصر، فقد وضع النبي إتيكيت في كل الحياة اليومية، كالبيع والشراء، ودخول الخلاء، وقضاء الحوائج، وفي السوق، وفي المسجد، كما لم يترك منهج التعامل مع الله مع غير المسلم، وفى حله وترحاله، فعلينا أن نحافظ على قيمنا الأخلاقية مع الله ومع الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى