أدبي

حديث العيد

وقت النشر : 2022/05/09 04:48:24 PM

حديث العيد

شيماء عبد المقصود

 

وقد يكون للعيد حديث لكنه لا يكتمل بعد إلا إذا وضعنا في

مقدمته عبارة “كل عام وأنتم بخير”.

 

فكم من معانٍ جميلة وكثيرة تُحمل بين طيات تلك العبارة!

حتى يكاد قائلها عند تهنئة الآخرين لا ينطقها إلا إذا أشرقت كل تعبيرات وجهه ليسير نورها في متلقيها لتًشعره بكل حرفٍ فيها، أنها ليست عبارة عادية، بل هي خلاصةْ لعامٍ انتهى بكل خطوطه الشاحبة والواضحة التي أثرت في روحنا، وعام جديد بدأ من حيثما تلك العبارة، أعني نقطة..ومن أول السطر.

 

أحيانًا ينتابنا شعور غربة الكلمة رغم أنها تجاوزت فينا حدودًا من كثرة نطقها، وليس لأنها كلمةٌ تُقال كل فترة من الزمن، أو هي غريبة في مضمونها، لا، بل لأنها غريبة على قلوبنا، لانشعرُ ببهجة حضورها.

بل وأحيانًا نعترف بين أنفسنا بانتهاء صلاحيتها بحياتنا، نتيجة التقصير في حقها وعدم إعطائه إياها كاملًا.

 

فنحن لا نسلم من تلك الاعترافات النفسية لكلماتٍ كثيرة سواء كانت كل عام وأنتم بخير، أو غيرها من الكلمات، أعتقد أنها ظاهرة عامة، والدليل على ذلك أن دار يومًا حديثٌ بيني وبين إحدى صديقاتي، ونادتني باسمي عدة مرات خلاله، فلاحظت صديقتي شرودي، وما شعرت بها إلا وهي تناديني بصوتٍ عالٍ:

أين ذهبت بخيالك؟ أين أنت؟

فسَّرت لها ما حدث لي عند سماع اسمي، قابلت كلامي بضحكة غامرة وقالت:

لستِ وحدك، أحيانًا كثيرة ينتابني نفس الشعور.

 

ومن هنا أستطيع أن أُجزم أننا بحاجة إلى حديثٍ مستفاض بيننا وبين أنفسنا في كل ما يمرُّ على اللسانِ ونتفوه به هل مرَّ على القلبِ أولًا ؟!

ونحتت أحرفه جدرانهُ كي تحيا فينا وكأنه ميلاد جديد لها؟!

 

يقول العقاد:

“قد يكون الإنسان سعيدًا وهو مخدوع في سعادته، كأولئك الناس الذين يحيطُ بهم الشقاء وهم يجهلونه.

ويجهلون أنفسهم ويحسبون أنهم سعداء، وقد يكون الإنسان سعيدًا بما لا يشرفه ولا يجلب السعادة إلى غيره، كأولئك الأشرار الذين يسعدون بما يشقي الآخرين”

حديث العيد
حديث العيد

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى