أخبار مصر

ثغر الحمامة

وقت النشر : 2022/05/18 09:47:53 PM

ثغر الحمامة
بقلم: محمد السيد محمد السيد

 

حمامة بيضاء حرة ذات أجنحة

تقف على يدي شامخة محلقة

لا تنفك عني، تريد القرب ألفة

دار بيني وبينها حديث قربٍ

قلت لها: يا صديقة الحرية

لمَ تركتِ التحليق عالية

ونزلت على أصبعي ساكنة راصفة؟!

 

وأقول لنفسي: هل يا تراها تسمعني؟!!

وترد نفسي عليَّ: ألا ترى عينيها

يرتكز نناها في منتصف وتتسعُ

منصتة لكلامك، ولبهاء طلتك مأخوذة

تنجذب

أيا نفسي، كم زكيت نفسَكِ!

وبنرجسيةٍ حمقاء التصقتِ واتصفتِ

ألئن لاكت على ذراعك حمامة مبهجة

تكون مسحورة بشخصك، وفي مقلتيك

مشدوهة

 

اتركينى يا نفسي ونفسي

ودعينى أيا نفسي وشأني

دعيني أفهم، أدرك، أنضج، أعلم

لغة الحمام

ما تريد الحمامة، وما سر الوقوف؟

ودار حوار بين ثلاثتنا، بينما نحن وقوف

حوار أوجهه لحمامتي المنجذبة للحديث

ولا أعلم هل تفهمه أم أنه الظنون؟

وحوار بيني وبين نفسي

أفهمه وأرفضه بوضوح

 

وبينما نحن كذلك، إذ ظهر فجأة

بيننا رابع، شبح غريب مجهول

من أين أتى، ولماذا أتى، وبماذا وبمن

سيطوف؟

لا أعلم، هو ظهر، فقط ظهر

وكأن إرادتي جعلته يظهر

عن نيةٍ مبيتَةٍ، وسابق ترصد مقصود

فأنا أريد فهم الحمامة وفعلها حقيقةً

ونفسي لم تنصفني، ولم تدلني إلى العلم

الصحيح

فكان ذلك الغريب هو الملاذ والدور

الموصوف

لإدراك ما أجهل، والإجابة على سؤالي

الشغوف

 

وبينما أنا تائه في موقف ثلاثي أو رباعي

الأبعاد؛

حمامة عشيقة، ونفس تائهة، ومحيط

مؤثر، ومجهول مخلوق

إذا بالحمامة تتمتم بكلمات

وكأنها كلمات، ولكنها ليست كلمات

إنها تمتمات عبر حركة فَمِها العطوف

وإذا بالمجهول الغريب الذي أظهرته

إرادتي

يلعب دوره ويبدع في إرضاء مُوجِده

ويترجم ما تقول الأسيرة الحرة ويقول

على لسان ثغرها العصفور:

تركت حريتي التي هي ملاك أمري

وأسرت أجنحتي على ذراعيك

حبا، وولها، وعشقا لأجلك الملهوف

على حبي، ولذلك تركت طيراني المحبوب

فما شعرت وأنا تائه في موقفي المشدود

إلا بيدين من ورائي تربت على كتفي

إنها أمي توقظني من نومي

لحياة جديدة، ونعيم حر بغير حدود

زر الذهاب إلى الأعلى