مقالات متنوعة

اللغة القبطية آخر مراحل اللغة المصرية القديمة

وقت النشر : 2022/08/10 08:16:37 PM

اللغة القبطية آخر مراحل اللغة المصرية القديمة

بقلم: رؤوفة مكرم

مصر خارج إطار عصور ما قبل التاريخ
تبوح أطلال مصر الصامتة بأسرار إحدي أقدم الحضارات التي عرفتها الإنسانية، عبر اللغة المصرية القديمة، التي كتبت على مر العصور بأربعة خطوط هيروغليفي، ديموطيقي، هيراطيقي، والخط القبطي، نقشت على الحجر عام 196 قبل الميلاد.
في الواقع، تعد كلها خطوط إلا القبطي؛ فهو لغة لها قواعد وأسس، ويعد الخط القبطي آخر مراحل تطور خطوط اللغة المصرية القديمة، التي ساعدت شامبليون على فك رموز حجر رشيد.
وبمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف حجر رشيد، كان الحجر عبارة عن مرسوم ملكي أصدره الكهنة المصريون تخليدا لذكرى بطليموس الخامس، أحد ملوك البطالمة بعد انهيار الدولة الفرعونية مكتوب بثلاث لغات؛ لغة الكهنة، والخط الديموطيقي، واللغة اليونانية.

وكان لكشف هذا الحجر أثر كبير فى معرفة تاريخ مصر كله، استطاع العالم الفرنسي فك النقوش الرمزية التي تركها المصريون القدماء؛ لأنه كان يعرف اللغة القبطية وقام بمطابقتها باليونانية الموجودة على الحجر، ومنها اكتشف شامبليون قواعد اللغة المصرية القديمة.

200 عام مضت على هذا الاكتشاف وما زالت تحتفل الكنيسة في سبتمبر بهذا الحدث الحضاري، بالتعاون مع المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، وتحاول الدولة المصرية استرداد حجر رشيد الذي أخده البريطانيون من القوات الفرنسية ووضعوه فى متحف لندن، ويبرر الموقف البريطاني عدم استعادة مصر حجر رشيد استنادا إلى أن المتحف البريطاني له دور هام كمستودع الإنجازات الثقافية للجنس البشري، وإعادة الحجر إلى مصر يفتح باب لاستردادت مماثلة ويفرغ المتحف من مقتنياته، وإن كان هذا مبرر غير مقبول، فلا حق لفرنسا _لاكتشافها الحجر_ أن يكون ملكا لها، ولا حق لبريطانيا في الاحتفاظ به في متحفها، وقد عملت بريطانيا على نسخ العديد من نسخ الحجر وتوزيعها على المتاحف لفك رموز هذا الحجر، ولم تنجح وطمعت في وجوده بمتحفها بعد أن استطاع شامبليون فك رموزه، والذي بفضل اكتشافه تمكن العلماء من فك رموز اللغة المصرية القديمة المنقوشة على جدران المقابر والمعابد، ولكن رأي الآثار بمصر أن عملية استرداد الآثار تتم بخطوات وفقا للقانون الدولي للآثار والاتفاقات الدولية، وبالرجوع إلى التحول إلى المرحلة الأخيرة للغة المصرية المعروفة بالقبطية نجد أنها سبقت دخول المسيحية مصر بحوالي 200 عام ونجد أن الفترة الانتقالية من المصرية للديموطيقية كان لها خصائص اللغة القبطية وتميزت بقلة المفردات اليونانية؛ وعليه تسمى هذه الفترة الانتقالية بالقبطية القديمة.

زر الذهاب إلى الأعلى