مقالات متنوعة

الأسباب الرئيسية لزيادة معدل الجريمة في المجتمع

وقت النشر : 2022/08/14 01:02:41 PM

الأسباب الرئيسية لزيادة معدل الجريمة في المجتمع

بقلم: رمضان سيد

لاحظنا جميعا في هذه الفترة زيادة معدل الجريمة بكل أنواعها وأشكالها، ولم نفكر مرة تٌرى ما هي الأسباب وراء هذه الجرائم، ولماذا أصبحنا نفتقد الأمان وهو أعظم أنواع الإحساس وهو الشعور بالامان والطمأنينة؟ وذلك بعد فترة من الزمان كنا نعيش فيها بكل معاني الحب والود والرحمة، وكانت تحيط بنا الطمأنينة والشعور بالأمان.

كنا نمشي في الطرقات ولا ننظر وراءنا خوفاً من المجهول، وكنا نتسم بالشهامة والإنسانية؛ فعندما نرى مسنًا يحتاج منا المساعدة ليعبر الطريق نمد له يد العون ليعبر بأمان، أو امرأة تحمل أشياء لا تقوى على حملها نجد أنفسنا لا إراديا نسعى لمساعدتها ونحمل عنها – من باب النخوة والشهامة – وإذا أوقفني رجل ضل الطريق يسأل عن عنوان ما لا أتركه حتى يصل لما يريد بلا خوف ولا قلق، وكل هذا يتم بكل حب وود وذلك لتوافر الإحساس بالأمان وعدم الخوف من الشخص الذي نساعده.

وكان أطفالنا يذهبون إلى المدرسة ولا يملكون الهاتف المحمول مثل أيامنا هذه، ومع ذلك كنا نثق أن أولادنا سيأتون من المدرسة بسلام وذلك لتوافر عناصر الأمان، وكنا نختلف مع الجار ويدور بيننا شجار ولكن سرعان ما نجد من يصلح بيننا ويقول لنا عيب عليكم أنتم جيران، والنبي وصى على سابع جار وينتهي الخلاف بسرعة وبسهولة في جو يسوده الود والحب والرحمة والاحترام والتقدير بلا خسائر في الأرواح والمال وكرامة الإنسان.

حتى الارتباط كان له مذاق خاص عندما كان يفكر الشاب بالارتباط بإحدى الفتيات يذهب في خجل مع أهله فإذا وافقوا عليه فإذا به يعرف جيدا أن هناك تقاليد وعادات لا يجب أن يتعداها وأهمها عدم الاختلاء بخطيبته ويجلسون في مكان في المنزل يراه الجميع حتى لا يعطوا مجال للشك والخوف، وإذا تم رفض الشاب فيقال له الجملة المشهورة “كل شيء قسمة ونصيب يا بني”، ويستقبل الشاب الرد بكل احترام ويعلم عندها أن الله قد كتب له أفضل منها ويسعى للزواج من غيرها بكل بساطة، فكان الشاب مؤهل نفسيا لمثل هذه المواقف، ويعلم أن الحياة لا تتوقف على أحد، وكان من الصعب أن ييأس الشاب ويكتئب ويسعى للانتحار لمجرد الرفض من فتاة كان يتمنى أن يرتبط بها، لأنه كان يستطيع أن يفرق بين الحب والتعلق، وكانو يؤمنون بقول الله عز وجل {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وكانت الزوجة تعرف جيدا حدودها تجاه الزوج؛ كانت تعرف أن هناك شيء يسمى الاحترام والتقدير بين الزوجين وكانت تعلم أن دورها الأساسي في الحياة – بعد العبادة – هو تربية الأبناء والحفاظ عليهم من مكر الأيام، وكانت تحيط بهم من كل مكان خوفا عليهم أن يصيبهم مكروه، وكانت تعرف كل أصحاب أبنائها وسلوكياتهم، وتبعد عنهم الصحبة السيئة. وكانت عندها مساحة من الوقت لتشبع أطفالها من الحب والأحضان والحنان، لذلك توافر للأبناء الشعور بالأمان.

وكان الزوج يعرف حق زوجته عليه وأنها أمانة يجب الحفاظ عليها وعدم إهانتها ليل ونهار، وعدم الاعتداء عليها بالضرب أمام الأبناء بلا رحمة ولا شفقة لأنه كان يعلم جيدا أن إهانة الزوجة من إهانته، وكان يعلم أنه قوام كما قال الله عز وجل “الرجال قوامون على النساء” فكان يعلم معنى القوامة على الفطرة وهي المأكل والمشرب والملبس والصحة ورعاية الأسرة على قدر استطاعته، فكانت الزوجة ترحب وتقدر ظروفه وتعينه على الحياة بكل حب وود وطمأنينة.

وكانوا عند أي خلاف ينشب بينهم يتدخل الأهل بكل حكمة للإصلاح بينهما بدون أن يشعر الأولاد ولا يتأثرون بهذه الخلافات وبدون أن يشعر أي أحد من المحيطين بالزوجين حتى لا تتسع دائرة المشكلة. كانت أكبر المشاكل آنذاك تحل بعبارة أو بجملة أو كلمة، ونمنا واستغرقنا في النوم في ظل هذا الأمان، واستيقظنا فجأة على كابوس فظيع ألا وهو فقدان الثقة والأمان، وانتشار الجرائم في كل مكان بأشكالها المختلفة منها القتل والخطف والبلطجة والدعارة والإدمان.
فلماذا هذا التغير المفاجئ؟ ويا ترى ما هي الأسباب التي جعلت المجتمع الذي يسوده الحب والرحمة والإنسانية والاحترام والتقدير والخجل والحياء والسعي وراء النجاح والتقدم والازدهار، تحول إلى مجتمع هش ضعيف البنية، لا يهتم بالمبادئ والقيم والتقاليد والعادات، مجتمع مليء بالقسوة والبلطجة التي تؤدي في النهاية إلى إزهاق الأرواح بدون رحمة ولا إنسانية، مجتمع مليء بالمخدرات في كل مكان بالمدن والريف والنجوع والسواحل والصحراء، حتى وصلنا لأعلى معدلات الإدمان، مجتمع مليء بالرذيلة والمشي في طرقات الهاوية وتجد الرجال مصابين بمرض الحرمان، وأصبحت النساء والفتيات يعرضن أجسادهن على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتسابقون فيمن يظهرن أجسادهن أكثر من الأخرى، وكل ذلك لجني الشهرة والمال، وكأن هؤلاء ليس لهن أهل يصدونهن عن هذا الطريق حتى أصبحت هذه المشاهد شيئا عاديًا ومألوفًا في مجتمعنا هذا بل يفتخر به البعض.

ولماذا تحول الشباب فجأة من شباب ذي همة وعزيمة وإرادة يعشق تراب الوطن ولا يعرف لليأس طريق إلى شباب ليس له هدف ولا هوية، شباب لا تتحمل الصدمات ولا الأزمات، شباب يسعى للمكسب السهل حتى لو كان بطرق غير شرعية، شباب مستسلم لعواطفه والعاطفة عنده تسبق منطق العقل، شباب مستسلم لأي معوقات؟!
تجده في أي مطب أو صدمة في الحياة يصاب بالإحباط، وربما يصل لليأس لمجرد أنه لم يقبل في وظيفة معينة أو أنه لم يدخل الكلية التي كان يحلم بها، أو أنه لم يرتبط بالفتاة التي أعجب بها، أو لمجرد أن والده عامله بشدة وذلك من منطلق الخوف عليه وهو لا يعلم أن اباه لن يتمنى أن يكون أحد أفضل منه في هذه الدنيا إلا أبناءه.
وعندما يصل لليأس ينفرد به الشيطان ليقنعه أن الحل هو الخلاص من هذه الدنيا الظالمة التي لم تعطه حقه في الحياة، وفي لحظة يجد نفسه فريسة في يد الشيطان فيدله على الانتحار فيخسر الدنيا والآخرة.

ما الذي جعل الرجل يقتل زوجته أو حتى طليقته لمجرد بعض الخلافات بينهما دون اللجوء إلى حلول سلمية مجردة من العنف والقسوة؟ بل ويكرر قتلها دون رحمة أو تردد أو خوف من الله لفعل مثل هذه الجريمة الشنعاء؟!

أو المرأة التي استحلت دمِ زوجها لمجرد أنه لن يوفر لها الحياة التي كانت تتمناها، أو أنها تريد التخلص منه لتكمل حياتها مع عشيقها الشيطان الذي دلها على قتله دون اللجوء إلى الانفصال منه بطرق شرعية بعيدة كل البعد عن العدوانية، وكأنهم جميعا تجردوا من الإنسانية، وأخيرا تعالوا سويا نعرف الأسباب لكل ما ذُكر والأسباب الرئيسية وراء زيادة معدل الجريمة كقتل الزوجة لزوجها أو العكس، والأسباب التي وراء قتل الطالبة “نيرة” من زميلها الشاب الذي كان يتمنى الارتباط بها، وأسباب وزيادة معدل المخدرات والإدمان، وأسباب المشي في طرقات الرذيلة وزيادة معدل الخطف وذلك لجني المال ولهدف تحقيق الأحلام الشيطانية، وما السبب وراء ضياع جيل بأكمله وقتله بالبطيء؟ وأسباب معدل الانتحار؛ هل هو سلوك الفرد أم الأسرة، أم البيئة والمجتمع والمؤسسات؟

المسئول الأول:
غياب دور الوالدين من البداية عن دورهم الرئيسى فى تربية الابناء ومعرفه احتياجاتهم، هل ربوهم من الصغر على حفظ كتاب الله؟ هل ربوهم من الصغر على حب الصلاة ومعرفه مدى أهميتها؟ هل ربوهم على المبادئ والقيم واحترام الكبير والحلال والحرام؟ هل ربوهم على أن الحياة مكسب وخسارة؟ أم شغلتهم الأماني والأحلام للوصول إلى أهدافهم الشخصية كزيادة الدخل المادي، أو زيادة المستوى العلمي أو الوظيفي عن دورهم الحقيقي في تربية أبنائهم؟ أم شغلتهم مواقع التواصل الاجتماعي، والتصفح على الفيس بوك، وجروبات الواتس آب، والجلوس أمام شاشة الموبايل بالساعات لمتابعة المنشورات والأحداث، والأب يجلس في مكان والأم تجلس في مكان آخر، والأولاد في مكان ثالث، والجميع يتصفح على مواقع التواصل، فأصبحنا بعيدين عن بعضنا البعض مع أننا نعيش في مكان واحد وتحت سقف واحد.

غاب الأب عن دوره الحقيقي ظنا منه أن دوره هو توفير المأكل والمشرب فقط، ونسى أن أبناءه يحتاجون إلى أب وليس إلى مال فقط، أب يسمعهم ويحتويهم ويتحاور معهم ويناقش معهم مشاكلهم وإيجاد حلول لها، أب يجاوب على جميع أسألتهم التي تدور في أذهانهم، ويسهل عليهم الصعب، أب يحسون معه أنه السند والأمان.

وغابت الأم أيضا عن دورها في تربية أبنائها؛ حيث أنها اضطرت للنزول لسوق العمل وذلك لزيادة دخل الأسرة ولتعين زوجها على أعباء الحياة، فأصبحت في النهار بالعمل والليل تتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنقل من جروب إلى آخر، وأصبحت تتسم بالعصبية ولا تطيق الحوار مع الأبناء وسماع مشاكلهم بحجة ضغوط الحياة والاستسلام لها.
فضل الأبناء الطريق بسبب انشغال الأب والأم بمطلبات الحياة وضغوطها، فلم يجدوا إلا الموبايل واللاب والتلفاز والسايبر ليتحاكوا معه، ويجدوا متعتهم في الجلوس على هذه الأجهزة ويقضوا أغلب أوقاتهم عليها وخاصة الموبايل حيث الألعاب التي دمرت عقولهم وضيعت هويتهم وأصبحت هذه الأجهزة هي مصدر المعلومة لهم لأنهم افتقدوا المصدر الرئيسي للمعلومة ألا وهو الوالدين، واستسلم الأب والأم لذلك لأنهم وجدوا في ذلك هروب من صراخ الأطفال وأسئلتهم الكثيرة وهم في غنى عن ذلك بحجة التعب والإرهاق من العمل والرغبة في الحصول على لحظات الاستجمام، ولا يعلمون أنهم تركوهم فريسه سهلة لأفكار الغرب السوداوية لتدمر جيلًا صاعدًا من الناحية النفسية والصحية والعقلية، حتى يصبح جيلًا هشًا تائه ليس له هدف منزوع الهمة والعزيمة والإرادة، فهي الحرب الباردة بدون سلاح والخاسر فيها أبناؤنا، جيل غير مؤهل للتعامل مع الصدمات والأزمات، جيل لا يستطيع تحمل المسئولية، معدوم الانتماء لأهله ولا لدينه ولا لوطنه، وكل ذلك بسبب غياب الأسرة عن دورها في تربية الأبناء، وكان ذلك أول سبب من أسباب معدل زيادة الجريمة في المجتمع.

المسئول الثاني:
هي أفلام الأكشن التي تعرض على شاشة التلفاز والأفلام التي لم تصدر لنا إلا البلطجة بكل أنواعها ومشاهد الأسلحة البيضاء بكل أنواعها، أفلام لا تخلو من لقطات العنف والقسوة والقتل، وصلتهم للجيل مشاهدة ومفاهيم لم يروها من قبل سهلت عليهم الطريق، أصبح شعارهم “قوتك في مطوتك” مثل أفلام “إبراهيم الأبيض” و”عبده موتة” و”الأسطورة” وأفلام أخرى كثيرة لا حصر لها، أفلام لا تخلو من مشاهد المخدرات كيف تباع وكيف تشترى وكيف تتعاطاها وكل ذلك وأنت جالس على كرسي في بيتك، أفلام لا تخلو من المشاهد الساخنة حيث القبلات والأحضان والعري والألفاظ الخارجة، والشاب والفتاة يشاهدون كل هذا ويتم تخزين كل ذلك في العقل اللا واعي لإخراجه عند الحاجة إليه.

علمتم الجيل من الشباب أن التجارة في الأعضاء تجارة مربحة جدا من خلال هذه الأفلام، الافلام التي صدرت لنا أن شرب المخدرات شيء عادي، وأن الحياء أصبح عملة نادرة لا وقت له، وحمل السلاح شيء عادي، وحرية الفتاة في اختيار لبسها العاري شيء عادي، والبلطجة عند أي شجار والتي تؤدي إلى القتل في أغلب المواقف أيضا شيء عادي، وأصبحت هذه الأفلام هي المتحكم الأول في سلوك أولادنا، وكل ذلك بغياب دور الرقابة الأسرية والسينمائية.

المسئول الثالث:
هو التيك توك، ذلك المرض المتفشي بين الشباب والذي يعرض من خلاله مشاهد للفتيات لا تليق بتقاليد وعادات مجتمعنا الإسلامي، يظهرون وهم تقريبا بدون ملابس، وذلك للحصول على أكثر المشاهدات والتعليقات لجني المال حيث المكسب السريع دون أخذ في الاعتبار أن هذا حلال أم حرام، وكل هذه المشاهد تثير عند الشاب الشهوة والغريزة الجنسية، فكثرة هذه المشاهد تصيب المجتمع بكثرة التحرش وحالات الاغتصاب وفى النهاية نلقي اللوم على الشاب ونسينا أن السبب هو هذا السرطان الذي يجب بتره من المجتمع وإلا سيزيد معدل الجريمة في المجتمع.

المسئول الرابع:
المسئول الرابع هو منصات الإعلام التي تنقل لنا الحدث بكل تفاصيله كجرائم القتل وعرض الأحداث والأخبار التي تصيب المجتمع بالإحباط والاكتئاب والخوف من الغد المظلم، وتعطي قيمة لبعض الأشخاص وبعض المواضيع التافهة التي لا يجب عرضها على الجمهور ويجب تجاهلها تماما بل يجب استغلال هذه المنصة في عرض الإيجابيات وإقامة برامج للتوجيه والإرشاد للمجتمع بشكل صحيح كبرامج الإرشاد النفسي والأسري والصحة النفسية بعيدا عن الأحداث التي أصابت المجتمع باليأس والمستقبل المظلم.

المسئول الخامس:
وأخيرا وأهمهم دور الأزهر الشريف ومنابر المساجد وهو الدور الديني الروحاني الذي يعتبر من أهم الأدوار التي افتقدناها في الفترة الأخيرة، فالمنبر يلتف حوله يوم الجمعة غالب أطياف المجتمع الملتزم بالصلاة وغير الملتزم، وهذه فرصة كان يجب استغلالها في طرح مشاكل الشباب بصورة سهلة ومرنة ولينة بعيدة عن الصراخ والصوت العالي والتعصب والترهيب.

وبعد طرح هذه المشاكل ذكرت حلول لها من كتاب الله وسنة رسول الله، ومن خلال دعوة المجتمع للتوبة والرجوع إلى الله وكثرة الحديث عن التقوى وأهميتها؛ بمعنى أنه يجب على الوالدين أن يتقوا الله في أبنائهم، وأن يحترم الأبناء والديهم فإن في ذلك رضا الله، وأن العامل يتقي الله في عمله، والزوج يتقي الله في زوجته والعكس صحيح، والتكرار من حديث عقاب الله للقاتل والفاسد والديوس الذي يتسبب في نشر الذعر والرعب في المجتمع، وأيضا ثواب الذي ينشر الخير في المجتمع ويكون سبب في إعمار البلاد ونشر الطمأنينة والأمان في قلوب الناس.

وفي النهاية، ليست هناك جريمة بدون سبب، فرجاء من كل ما ذكرناه من أسباب لزيادة معدل الجريمة مثل:
“غياب دور الأسرة المتمثل في الوالدين – والأفلام السينمائية – منصة التيك توك – ومنصات الإعلام – ودور الدعوة” نداء لهم جميعا ولكل مسئول عن ضياع هذا الجيل، انقذوا ما يمكن إنقاذه، فهم عماد الأمة ووفروا لهم سُبل التغير للأفضل، وانشروا لهم الأمل والتفاؤل، وانقلوا لهم ما يجعلهم يصدقون أن الغد أفضل من اليوم بصدق بعيدا عن الاستخفاف بعقولهم، وأسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه وسوء، وأن يجعل مصر أمنة مطمئنة إلى يوم الدين.

زر الذهاب إلى الأعلى