أدبي

إلى صديقي السيئ في رواية أحدهم

وقت النشر : 2022/10/05 04:24:46 PM

إلى صديقي السيئ في رواية أحدهم

بقلم: عرفة ممدوح

هل أنت فاعل أم ردة فعل؟. هَل أنت ذاتك بما تحمله من قيم ومثل عليا ومزايا وعيوب وعقيدة وخبرات أم أنك تحول لهذا الكائن الذي يعيش في جانب مظلم من رد الفعل يعيش على هامش الحياة تجنباً لشكوك من حوله وتفادياً لسوء ظنهم؟..
هل أنت حبيس سوء الظن؟!. هَل استعبدوك لدرجة أنك أصبحت شفافاً، بل انعكاسا لظنونهم؟!.
هل وجدت نفسك في لحظة صراحة مع نفسك غريباً عنك؟. تفعل ما يمليه عليك واقع لم تختر أبدا أن تكون جزءاً منه؟!
هَل هُزمت في أن تكون، فاستسلمت لأن تصبح هكذا، شفافاً نموذجياً منطقياً بزيادة؟. هارباً من أن تكون مختلفاً بذاتك؟. نائياً عن جلد ذاتك؟. مشتاقاً للتجربة لكن تخافهم؟.
أشخاص بعينهم لا تنكر أنهم جاؤوا في عقلك الآن أحاطوك بسياج آرائهم وانتقاداتهم غير المبررة وغير البريئة أيضاً.
هل تخليت عن نفسك؟! عما تحب؟!
بل أجبرت على تقبل ما تكره..
هَل تزورك أحيانا حالة من الاستنكار وإنكار الواقع؟!
هل تبدلت كثيرًا وصرت لا تعرف من أين تعود؟. هل خذلت نفسك في أن توجهك للبداية الجديدة او الطريق ناحية الصواب؟.
هَل فقدت قلبك النقي وسيطرت عليك أوهام الشك حتي اصبحت تنكر ذاتك وتري نفسك هينًا مُهانا لا تستحق حتي أن يتم الثناء عليك؟.
هل استخدموك لغرضهم ولتكون حجرًا في جدران أحلامهم وطموحاتهم؟.
هَل وضعوك في ركن ما وتناسوك لأنك تقوم بدور يجعلهم مسيطرين وقدوةً، ووجودك في هذا الحيز الضيق يشعرهم بالتميز والانتصار؟!

انتصر لنفسك 

كيف فقدت نفسك هكذا؟. ولكنك يا صديقي تفكر تحت قدميك فقد شغلت نفسك بشباك المشكلة ونسيت البحث عن جذورها!.
ما وصلت إليه مهما كان هو بإرادتك، وطالما وصلت بالإرادة فأنت حل في أن تعود أو تهاجر تلك البلاد التي وجدت نفسك فيها غريبًا مرغما أن تكون، لا مختارًا أن تُصبح.
حاول ألف مرةٌ فما تأخر من بدأ. وأعلم أن الفقد بدايةٌ جيدةٌ لتقدير ما تملكه ولأن تراه بعين الحقيقة. فلعلك تحتفظ وتحارب من أجل شيء تافه هو في الحقيقة لا يلزمك ولا تريده. أنت فقط تعيش في وهم المعنى الذي تمت زراعته بداخلك، فصرت انعكاساً لشيء لا يخصك، وصرت مدافعاً في معركة لا ناقة لك فيها ولا جمل. وصار جهدك الذي يشق قلبك لا يقدم لك شيئاً، بل أصبحت ترساً في آلة ملعونة صممت لاستنزاف ما تبقى منك.
هاجر قبل أن تنتهي العافية وتغيب الصحة. وقبل أن تنتهي أيام السعادة في تلك الأرض البور التي أكلت منك وأخذت ما لا يمكن تعويضه.
هاجِر فلست في مكة، بل كل مكان ترتضيه ويتقبلك هو لك كمكة.
اهرب فليست قيودك كقيود بلال على الرمال الساخنة بين يدي من يملك مصيره، حتى لو ظننت أنك كذلك.
اترك أصنامهم القديمة وتوجه لروحك واستفتِ قلبك ولتسعك نفسك.
واعلم أن الوهم هو أول أعدائك وأن الإدراك ولو كان مُراً هو البداية لتعرف حقيقة طعم العسل.
انتصر لنفسك.
دمت بخير.

إلى صديقي السيئ في رواية أحدهم بقلم: عرفة ممدوح
إلى صديقي السيئ في رواية أحدهم
بقلم: عرفة ممدوح

زر الذهاب إلى الأعلى