أدبي

حنين وذكرى

وقت النشر : 2022/06/04 12:23:59 AM

حنين وذكرى

بقلم: مها البساطي 

تدثرت بمعطف الحنين وأحكمته على شوقها المنساب، أحاط الخذلان عينيها بالسواد، قطف الأسى زهرات وجنتيها فأصبحت كمومياء شاحبة تفتش عن أمل جديد، تجوب ذكرياتٍ عابرة تبحث عن ذكرى واحدة تتشبث بنورها علها تنجو أو يعود بريقها، إلا أن لياليها ما زالت عنيدة أقحمتها في ظلام قاتم، تترصد الواقع بعين المحارب الحكيم الذي يصوب سلاحه مترددا؛ خوفا من أن يستهدف الضحية بدلا من العدو. تنهدت تنهيدة محملة بدموعٍ معاتبة بعد أن صرخت السماء بوجهها صرخة مدوية صمّت على إثرها أذنيها، تهدهد قلبها بذراعيها، تضمه بشدة عله يتوقف عن أنين صامت يعذبها، وعلى امتداد بصرها، رأت جوهرة تلمع وسط عشب متهالك، ولكنه ما زال متشبثا بالأرض ينتظر حنو السماء، حتى انقشع الظلام بتلك الرعدة القوية وكأنها تنهرها بشدة أن أفيقي، ارجعي لثباتك أيتها النفس الضعيفة، هلا أقمت العزاء لذكرياتٍ مهلكة؟! هلا انتشلت نفسك من أحزانها؟!

طوبى لمن دثرها بلطائف شجية!

طوبى لمن دللها بالصبر!

حنين وذكرى
حنين وذكرى

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى