أدبي

من طرف واحد

وقت النشر : 2022/10/16 05:21:40 PM

من طرف واحد

بقلم: فاطمة غريب

لقد نظرت له دائما بعين الكمال بينما رمقها بنظرة النقص. لم يرها كاملة يومًا مهما حاولت أن تتطبع بكل ما يروقه من صفات وأفعال.
لقد كانت بريئة حسنة الطباع والأفعال. لم ينظر لها سوى بالشفقة. أعطاها شعورًا بأنها أقبح نساء الأرض. كانت جميلة لكنها رأت نفسها بعين القبح بسببه، دفعها بعيدًا وأحب من هي أقل منها جمالًا وأكثر شراسة وسلاطة في اللسان. ولأن الزمان يدور بكأس مرارته، رفضته الذي هام بها عشقًا، انتظرته ورددت الدعاء عله يأتي لها محبًا، لكنه لم يأت قط!.
تابع حياته وعاش براحة واطمئنان، لكن صاحبة القصة لم تستطع أن تتخطاه قط. لقد نسيته في عقلها الواعي الخاص بها، لكن اللاوعي رفض أن يمسح صورته وابتسامته.
كل ليله تخلد للنوم منشغلة بأمر ما ليفاجئها اللاوعي في حلمها به ببسمته وحديثه وحضوره. تستيقظ وتتفل على يسارها ثلاثًا لعل شيطان ذكراه ترحل عنها، لكنها ما عادت هي ذاتها؛ داخلها أجوف.
احترقت كل المشاعر يوم أن دفعها بعيدًا وأكمل طريقه. إنها فارغة من كل شيء إلا منه، لكنّ كبرياءها يمنعها من الاعتراف بذلك. عقلها يصور لها أنها تخطته.
لماذا لا تتخطاه؟! وقد كان حبًا من طرف واحد، وألمًا من طرف واحد، وشوقًا من طرف واحد.
لماذا لا تتخطاه وقد نظر لها بنقص وعاملها بدونية وتجاهل؟!، بينما يرد اللاوعي أن الحب لا يُمحى بممحاة الوقت وليس له مسببات منطقية. الحُب لعنة أبدية إما أن يحالفك الحظ فتحظى بمن تحب أو تخسر وتبقى مهزومًا بذكراه للأبد.

من طرف واحد بقلم: فاطمة غريب
من طرف واحد
بقلم: فاطمة غريب

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى