أدبي

تقاطع

وقت النشر : 2021/12/29 05:57:20 PM

تقاطع

بقلم: د. سعيدة والي

07 ديسمبر 2021

راحت تحدّق في السّماء وترتجي

( أَيُّ الجُرُوحِ أَشَدُّها إيلاما؟)

( أَلَّا أراكَ وطيفُ شَوْقِكَ قاتِلي

أمْ أَنْ أَراكَ وَأُلْزَمَ الإِحْجَامَا؟)

يا أيها المسقِيُّ حِبْرَ مدامعي

قد أنبتَتْ من بُعدِكُم أسقاما

يا أيها الثَّوْريُّ في كلّ المَحَا

فِلِ مُخْضِعًا لِجُنونِهِ الأقلامَا

يا أيها ( العُمَرِيُّ) في إحقاقِهِ

لِلْحَقِّ يُخْزي اللَّوْمَ وَاللُّوَّاما

يا أيها( العَبْسِيُّ) في صَوْلاتِهِ

يَرْمِي القلوبَ -فلا تَشُطُّ- سِهَامَا

يا أيها ( القَيْسِيُّ) في شَطَحاتِهِ

في الشِّعْرِ يُحْيِي الوحيَ والإلهامَا

يا أيها المَنْفِيُّ في وَطَنٍ لَهُ

في غُرْبَةٍ حَيْرَى أطالَ مُقاما

أتْرَعْتَ كأسَكَ كافِرًا ومُصَدِّقًا

وأذَقْتَها الزُّهَّادَ والصُّوَّامَا

ونَثَرْتَ سِحْرَكَ مُعْجِزًا هاروتَهُم

فهوى بهِ لا يستطيعُ قيامَا

وعصاكَ -إذْ ألقَيْتَها- فَتَلَقَّفَتْ

آفَاكَهُمْ، ألْجَمتَهُم إلجاما

عامانِ، ما نبتت بأرضي زهرةٌ

أوْ أمطرت فوق السّماءِ غَمامَا

عامانِ،قد جفَّتْ حقولُ قصيدتي

بل جفَّ قلبي، لا يذوبُ غَرَامَا

والآنَ، عند لقائنا مُتَلَفِّعًا

بالصّمتِ، زِدْتَ الصَّدْرَ مِنْكَ ضِرَامَا

ماكان ضَرَّكَ لَوْ دَسَسْتَ بِرَاحتَيَّ

قُصاصةً تحوي بها الأرقاما؟

=======

سارقة القلوب

13 نوفمبر 2021

مِن بضعِ أعوامٍ كففتُ مَدامِعًا

ذَرفتْ -سِنينَ- على الذي ما أنصَفَا

خطفَ الفؤادَ وَفَرَّ ( مُنْحاشًا) بهِ

أحرى بهذا القلبِ ألَّا يُخطَفَا

قد صالَ في ساحِ الهوى متباهيًا

وسِواهُ في ساحِ النِّزالِ تَشَرَّفَا

قد كان جبّارًا عصيًّا جامِحًا

في حُبِّهِ مثل الرّعودِ تَكَشُّفَا

قد حاكَ مِنْ سُهدِ الجُفُونِ عباءةً

والبَعضُ مِن نزْفِ الوَريدِ تلحَّفَا

واقتاتَ من جرحِ الضلوعِ قصائدًا

والكأسَ -سُكْرًا- مِن دموعي أسرَفَا

ومضى بحزني عابثًا يلهو بهِ

وجفا كأنَّ الوُدَّ يومًا ما صَفَا

وأنا سِنُونُوَةٌ ضعيفٌ ريشُها

في عينِ عاصِفةٍ دَنَتْ أن تعصِفَا

قد كنتُ تُبْتُ عنِ الغرامِ وَأهلِهِ

والقلبُ عن حُبِّ القريضِ تَعَفَّفَا

وَكَفَأْتُ مِدْواتي وغَصَّتْ ريشَتي

وَجَعًا بِها أقسمتُ أَلَّا يَنْزِفَا

خَلْفَ النِّقَابِ حجبتُ آماقًا بها

دمعُ الحنينِ وَعَدْتُ أَلَّا يُذْرَفَا

ومشيتُ تائهةً دروبي وانبرى

عُمري على حدِّ المَنِيَّةِ مُشْرِفَا

وإذا بقلبٍ ذَابِلٍ وَمُعلَّقٍ

مِنْ كُلِّ ما تَحوي القلوبُ تَجفَّفَا

فعرفتُهُ -إِي وَالذي بَرَأَ الهوى-

هُوَ قَلْبُهُ، رَغْمَ القساوةِ والجَفَا

فعزمتُ: هذي فرصتِي، وسرقتُهُ

ومضَيْتُ هروَلَةً لِكَيْ لا أُكْشَفَا

فَمِنَ السَّفاهةِ أنْ أُتَيَّمَ شاعِرًا

وبقلبهِ المسروقِ ألّا أُعْرَفَا…

=======

لقاء

نوفمبر 2021

أما زِلْتَ تذكرني يافلانُ؟!

أما زال قلبك منّي يُعاني؟!

وكنتُ أظُنُّ بأنّي الوحيدَةُ

تقتُلُ ذكراكَ في كلّ آنِ

ثلاثون عامًا ومِنْ بَعدُ عَشْرٌ

تَجَرَّعتِ الروحُ مُرَّ الزّمانِ

وهَلَّ المشيبُ، وغابَ الحبيبُ

وجفَّ النَّحيبُ، وجفَّ جَناني

مَضَيْتَ، مَضَيْتُ بِدَرْبَيْ فِراقٍ

وفي البُعْدِ كنتُ أَعُدُّ الثّواني

فلَمْ يلبثِ العمْرُ أنْ صارَ طَيْفًا

وإذْ بي أُرَاوِحُ فيكَ مكاني

أُلَقِّنُ قلبي غرامًا جديدًا

لأنساكَ لكنْ هواكَ دَهاني

مِرَارًا سَعَيْتُ لِأَدْفِنَ فِيَّ الــ

ـحنينَ فيزدادُ فيكَ حناني

مُرَاهِقَةٌ.. كنتُ أخجَلُ حينَ

تُرابِطُ في حَيِّنا كَيْ تَراني

تمنّيْتُ أن أستطيعَ كلامًا

لأَشْدُو “أُحِبُّكَ” مِلْءَ لِساني

تمنيْتُ أن أعْدُوَ الْحَيَّ نَحْوَكَ

طِفْلًا يُغَازِلُ حِضنَ الأماني

أنا طفلَةٌ، لا أزالُ، وخوفي

استحالَ جُنونًا وبعضَ بيانِ

أنا طفلةٌ، لا أزالُ، وشوقي

وحُبّي هُنا بالحَشَا باقِيانِ

فهل تحدثُ المعجزاتُ ويَلقى

الأمانَ هُنا والهَنا عاشقانِ

أَمَ انَّ الفِرَاقَ قضاءٌ علينا

وأنَّا بذِكراهُ ” خاتمتانِ”؟!

=======

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى