مقالات متنوعة

سلسلة مقالات:  “أين المرأة”

الحلقة الأولى

وقت النشر : 2022/10/19 02:18:19 PM

سلسلة مقالات:  أين المرأة”

بقلم: إيهاب فاروق

الحلقة الأولى

إنهم يدعون للمساواة. يَدعون للعدل. يدعونا للرحمة..
كلها شعارات. مجرد شعارات تكتب على لافتات أو تتزين بها الشفاه أمام كاميرات الإعلام المرئي. حروف لكلمات تزلزل أوراق الصحف والمجلات. أي رحمة تلك التي تتحدثون عنها؟ أيِ عدل هذا الذي تدَّعونه؟ أي مساواة تلك التي تطبق على أرض الواقع المرير الذي تعيشه النساء؟.
المساواة يا سادة ليست بنزول المرأة للعمل. ولا مشاركتها للرجل في شتى المناصب القيادية والوزارات. بل المساواة هي أن تنال المرأة كامل حقوقها البشرية مثل الرجل تماما. حقوقَها في إنسانيتها. حُقوقها في آدميتها. حُقوقها في كرامتها بمعنى أن تعامل على أنها كائن حي آدمي خلقها الله مثلما خلق الرجل.
فأي منصب هذا الذي يعوضها عن عدم الاحترام داخل مملكتها؟! وهنا نقصد بالمملكة حياتها الخاصة. علاقتها بزوجها. نظرة أبنائها إليها. بيتها بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.
فإذا نظرنا إلى معظم النساء وطريقة تربيتهن وإكرامهن بمنازل والدهن نجد أنهن تربين معززات مكرمات أميرات. فمنذ نعومة أظافرها وهي قرة عين أبيها الذي قام بتربيتها على الخلق والفضيلة والاحترام. تعلمت حتى تخرجت من إحدى الجامعات ورباها والدها على حرية التعبير والإرادة وقوة الشخصية، والاعتماد على نفسها حتى تخرجت وكانت من أوائل دفعتها.
منذ نعومة أظافرها إلى أن وصلت لسن الزواج، لم يلجأ الاب معها ابدا إلى أسلوب العقاب بالضرب أو الإهانة. كانا دائما ما يتبادلان الحديث والنقاش والحوار، حيث كان يحترم إنسانيتها وحقها في سرد وجهة نظرها دون أي تعسف أو فرض الرأي منه.
وحين يتقدم لخطبتها أحد الرجال طالبا يدها للزواج، فتترك منزل والدها. تترك حضن الأمان معتقدة أنها ذاهبة إلى حضن الأمان البديل الذي سيكون لها سندًا وعونًا وحماية، حالمة بمملكتها الجديدة.
فتفاجأ بعد دخولها ذلك المنزل بأنها ذهبت إلى سجن وتم اعتقالها وإذلالها. حيث تحول هذا المخادع من إنسان رقيق عاطفي إلى ذلك الكيان الذي نطلق عليه لقب “سي السيد”. فبعد الحب والحديث المعسول عنه، تصطدم الفتاة بصخرة تشق رأسها لنصفين. بل بواقع مرير لحياة لا توصف بأنها آدمية أبدًا ، حياة لا يوجد بها إلا الأوامر والنهي ليس إلا.
وقد يتطور الموضوع مع الأيام إلى قذف بألفاظ لم تتعود عليها أبدًا. بل من الممكن أن يتطور أكثر إلى أن يصل إلى الكارثة الكبرى وهي التطاول باليد والضرب، وكأن تلك الأميرة التي خرجت من منزل والدها “أميرة” سلبت منها إرادتها وحياتها وكرامتها، فأصبحت أسيرة أو أمة أو جارية لشخص آمنه أبوها عليها.
وهنا تكون الصدمة. ويعم السواد. وتبدأ دوامة الخلافات والمشاكل. تحاول الفتاة أن تخبئ على أهلها كل ما تقاسيه معتقدة بذلك أنها قادرة على حل تلك المشاكل مع الوقت، وإعادة ذلك الوحش الآتي من الغابات إلى طبيعته الإنسانية التي خلقه الله عليها، ولكن بالطبع دون جدوى. فقد أصر على أن يكون همجيًا آمرًا ناهيًا، ومطاع في كل أوامره وهي ليس لها الحق في الاعتراض. عليها فقط أن تخضع وتهان وتضرب كي يثبت لنفسه ولمن حوله أنه رجل. بإعتقاده أن تلك هي الرجولة في إذلال امرأة من المفترض أنها زوجته وأم لأولاده، وتزداد حدة المعاملة، وتزداد القسوة، وتزداد الإهانات، فلا تجد الزوجة إلا أن تشكو لأبيها كي يجد لها مخرجًا من ذلك السجن المذل. تضطر أن تطلعه على طبيعة حياتها وما تقاسيه منذ زواجها ومنذ اليوم الأول لهما معًا. وذلك بعدما استنفذت كل الطرق لمحاولة إصلاح ذلك الذي يطلق عليه “سي السيد”.
وللحديث بقية…….

سلسلة مقالات:  "أين المرأة" بقلم: إيهاب فاروق
سلسلة مقالات:  “أين المرأة”
بقلم: إيهاب فاروق

 

سلسلة مقالات:  "أين المرأة" بقلم: إيهاب فاروق
سلسلة مقالات:  “أين المرأة”
بقلم: إيهاب فاروق

زر الذهاب إلى الأعلى