مقالات متنوعة

سلسلة مقالات: أين المرأة

الحلقة الثانية

وقت النشر : 2022/10/27 10:17:31 AM

سلسلة مقالات: أين المرأة

بقلم: إيهاب فاروق

الحلقة الثانية

مرحبا بك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، تحدثنا في الحلقة الأولى عن هذا الذي يلقبونه ب ” سي السيد “. ذلك الذي يدعي الرجولة أو يعتقد أن علو صوته بمنزله وسب الزوجة وتعنيفها ومد يده عليها هو من سمات الرجولة. لا يعلم أنه إنما يداري ضعفه وضعف شخصيته بتلك الأساليب التي تخلو بل تتبرأ منها كلمة ” رجولة”. إنما هو بلطجي يمارس البلطجة مع أهل بيته سواء كانت الزوجة أو الأبناء. في حلقتنا السابقة وصلنا إلى بوح الزوجة المقهورة لوالدها عن تلك الحياة البائسة التي تعيشها مع ذلك المخلوق الكريه.

ثور هائج

ونجد الأب يذهب إلى منزل ابنته محاولاً حل تلك المشاكل بتعقل وهدوء. فلا يرضى أي أب عاقل بخراب منزل ابنته وتربية أحفاده بدون أب أو أم. ويحاول مناقشة الأمر مع زوج ابنته للوصول إلى حل يرضيه ويرضي ابنته محاولاً الحفاظ على كيان المنزل. لكنه يفاجأ بعجرفة الزوج بل والتعدي على الزوجة بالسب في وجود والدها ولا يحترم وجود والدها الذي هو بمثابة والد له. وحين يجد الأب أنه لا فائدة من الحوار مع انسان بعقل حيوان يقترح عليه الانفصال بالمعروف حفاظًا على حياة وكرامة ابنته وحفاظًا على تربية الأحفاد تربية سوية  فقد اكتشف أن وجودهم مع أب بتلك الأخلاق لن يجعلهم ينشأون نشئة سوية. و يفاجأ الأب بذلك الزوج وقد تحول إلى ثور هائج يتعدى على زوجته وأبيها بأقذر الألفاظ وبمنتهى العنجهية بل وقد يصل الأمر إلى تطاول باليد أيضاً.

شيطان بصورة بشر

يأخذ الأب ابنته وأحفاده تاركين هذا المنزل الملعون الذي يسكنه شيطان بصورة بشر، ويذهب بهم إلى منزل الأب. فقد وجد أن ابنته تعامل معاملة الجارية أو الأمة مع ذلك المخلوق المقزز.
ويلجأ الأب إلى القضاء لحل النزاع مطالبًا بنفقة مالية لابنته وأولادها. فهم مسئولون ماديًا من الزوج ويطرق باب المحاكم ويمر شهر واثنان وخمسة ولم تحكم المحكمة  وينفق الأب وهو لا يعترض بل هو سعيد رغم العبء الجديد عليه حيث يرى ابنته أمام عينيه وأحفاده مطمئناً عليهم وعلى سلامتهم. ورغم أن الزوج قد يكون متيسر جدًا ماديًا إلا أنه كلما حكمت المحكمة بمبلغ لنفقة ابنته وأولاده يستأنف محاميه على الحكم فلا صرف يتم ولا نفقة ينفقها. وهنا نتعرض لموضوع آخر و دمهم في حياتنا اليومية كلنا ألا وهو غياب الضمير عند بعض المحاميين، ولنكن واقعيين عند معظم من يمتهن تلك المهنة الشريفة والتي من أولى مهامها رجوع الحقوق لأصحابها ونصرة المظلوم وإنصافه. لكن بكل أسف قانوننا يا سادة تملؤه الثغرات مما يجعل المحامي قادرًا على قلب الصورة وجعل المظلوم ظالمًا.

الطمع

إنه يا سادة الطمع والجشع. وفي اعتقدادي بل يقيني أن مثل ذلك المحامي الذي جعل من مهنته التي هي أشرف المهن متاجرة وربحية بمكسب مادي هو مال حرام. مال ملوث بدعوة المظلوم. فإلى متى ستغلب المادة على حياتنا وتحلل الحرام؟. إلى متى سنظل في تلك المتاهة والحياة الموحشة التي يدنسها بعض البشر؟. إلى متى سنظل نعاني من المتاجرة بالقانون؟. ألم يحن الوقت ليفيق هؤلاء البشر ذوي النفوس الضعيفة أمام المال؟ ألَم يحن الوقت ليعلموا أنهم تعلموا ودرسوا وتخرجوا من كليات الحقوق لإيصال الحق إلى مستحقينه؟ إن الكلية اسمها يدل عليها “كلية الحقوق”، فهل أوصلت الحق إلى صاحبه سيدي ” المحامي ” ” حامي الحقوق ” ؟؟؟
لا والله، وستسأل يوم تقف أمام المولى عز وجل يوم العرض على الواحد القهار. وسيقتص منك كل صاحب حق أضعت عليه حقه واستحللت أموالًا بالباطل.. فهل سيعقلون؟.
وتطول المسافات والأزمنة وتبقى القضايا بالمحاكم لشهور وقد تصل إلى سنين. فإن كانت الزوجة وحيدة ليس لها من أب ولا أخ ولا قريب ينفق عليها وعلى أولادها. فماذا تفعل.. إنكم تدمرون الحياة الاجتماعية بمجتمعنا.
أيها السادة، هذا جانب واحد مرير من حياتنا والسلبيات أكثر من هذا بكثير، ونعود ونسأل من جديد: ” أي مسواة وأي عدل وأي رحمة تلك التي تدعون؟”.

وإلى لقاء آخر جديد، فللحديث بقية..

سلسلة مقالات: أين المرأة بقلم: إيهاب فاروق الحلقة الثانية
سلسلة مقالات: أين المرأة
بقلم: إيهاب فاروق
الحلقة الثانية

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى