أدبي

واقشعر العقل

وقت النشر : 2022/12/14 06:53:30 PM

واقشعر العقل

بقلم: ذكرى الكشباطي

واقشعر العقل من وهج أصابه..
والقلب يكذّب ناره وينكر..
أيعقل؟
لا… لا يعقل!
عفيّة الرّوح محبوبتي
مثلها، أبدا….. أبدا لا يغدر
ولمحت بعينها لونا غير لوني
لونا يقبض على قلبي ويعصر
كفاك يا شكّ تقضم راحتي
فمحبوبتي أبدا لا تغدر
وصارت بالجفاء تبادل حبّنا
تحنّ تارة وتارات تفرّ وتهجر
ومازلت أغالب شكّي بحسن النّوايا
وشكّي يطاول أعناقه ويجهرُ
حتَى أتتني ذات عشيّة، تتثاقل
تنمّق حديثا وآخر تجرجر
وقالت سامحني يا هذا
ودمعها يسيل على خدّيها يهرهر
فما كان الذّي بيننا حبّا ولا هوى
فأنّي لم أعد أحسّ به ولا أشعر
وها إنّي أتيت لأنهي ما كان بيننا
ويا ليتك تنساه بدورك وتعبرُ!
وَمادَت الأرض بي حينها فراشها
والشّمس تحمي قلبي وتصهر
والكواكب ترجم قلبي بقسوة
تتشفّى منّي، تكشّر وتثأر
وداخلي طوفان مشاعرٍ يصرخ
محبوبتي أبدا… أبدا لا تغدر !
فإن كنت حقّا لم أعنها يوما
لم الدّمع والرّجفة في صوتها تغرغر؟
وما كان الذّي بيننا؟
أهواء خاويا؟ ريح فيه تصفّر!
وضحكاتها المجلجلات كأنغام شادية
أ كانت تكذب حين ترقص من حولي وتزهر؟
وعيناها المضيئات كالنّجوم في ليلها
أكانت تكذّب عيني حين تلمع و تجهر؟
ورأيتها تدير لي ظهرها دامعة
وَعنّى تنوء بعيدا وتدبر
وَضاقَ الحلق عن كلّ ملام
وتخشّبت الرّوح كتمثال أو حجرُ
وأتاني اليقين بعدها مجلجلا
محبوبتي لعريسها تزفّ وتُنذَرُ
يا ويل قلبي من سياط حامية
تدفعه قسرا إلى الجحيم وتحشر
وقادتني إليها لوعتي جازعا
تمدّ بي بحارها وتجزر
ورأيتها ذاهلة، ما بها من مهجةٍ
في فستان من الحرير والدّرر
كسيرة الخاطر، واهية، ذابلة
كنجمة لا سنا منها ينشر
ورأيته، في همّة يفتل شاربه
بنعيمه يتشدّق ويفخر
ووالدها بجانبه يهزّ رأسه
جذلان بصهره، لا يصدّق النظر
حتّى تلاقت عيني بعينها
ولمست فيهما مرارة القَهر
وبكتني، لم تمسك دمعها
وأمّها حذوها تلكزها وتنهر
بيعت محبوبتي لذي الجاه
وأنا الفقير، المغلوب، المعتّر
أ أبكي حزنها أم حزني أولى بها؟
يا حزنا يجزّ قلبينا وينخر!
وصاح الصوت في فؤادي صادحًا
محبوبتي أبدا، أبدا لا تغدر
حاشاها من كلّ ذنب يمسّها
ولكن أنا… أنا… أنا من بجبنه
يبيع، ويغدر!
أنَا من أضاع وصاياه بصمته
أنا العاشق الضعيف المفلس..

واقشعر العقلبقلم: ذكرى الكشباطي
واقشعر العقل
بقلم: ذكرى الكشباطي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى