أدبي

في حياتي إمرأتان

وقت النشر : 2023/02/16 09:14:21 PM

 

بقلم: عزت أباظة

تتبادلان الجلوس فى عقلي وقلبي
كلتاهما غاية فى الجمال
تعشقاني بجنون وأعشقهما
..

المرأة الأولى تبدو كما لو كانت ملكة
إنها شديدة الأناقة
هادئة
قوية الشخصية
على جانب عظيم من الحكمة
أجري خلفها ولا تجري خلفي
حين أخاطبها وتخاطبني تسيطر على فؤادى برجاحة عقلها واتساع مخيلتها وعذوبة ألفاظها
أجدني فى حضرتها طفلًا وأفقد جانبًا كبيرًا من سطوتي وسيطرتي
تبدو تلك المرأة لي أكثر النساء الذين عرفتهن اكتمالًا ونضجًا
فيها سحر قديم ساري المفعول على الدوام
وخطابنا منمق بالجزالة والمعاني شديدة العمق
..

المرأة الثانية هى صبية شديدة الرعونة والحمق
تجري خلفي ولا أجري خلفها
ولا أدري لم يتعلق بها قلبي
إنها شابة طائشة جريئة ليس لديها إلا القليل من الخبرة
لكنها تناوشني على الدوام وفيها مرح ودعابة يميل لها قلبي
تقتحم خلوتي وفي كل مرة تفلح فى جذب انتباهي
أشعر أمام اندفاعها وطيشها بالتعقل والحكمة
تسوقها غريزتها نحوي ولا تمانع فى أن تحترق بناري
لكن أنا هاديء جدًا معها
ويمكنني دائمًا تهذيب تلك البدائية فيها
..

     المرأة الأولى التى تبدو كملكة هى           ( الفصحى المعيارية )
وهى التى أكتب بها طقوس حياتي الجادة ومراسم عمري الرسمية .. إنها إمرأة شديدة الثراء والغنى وأنا فقير جدًا إليها
..

المرأة الثانية ذات الطيش والرعونة هى  ( العامية المصرية )
وأشعر ببعض السيطرة عليها وأجيد الإبحار فى مياهها الضحلة
..

أنا الآن زوج الاثنين ولست عادلًا أبدًا بل أحب الفصحى أكثر من العامية
لكن كلما وجدت فى نفسي ظلمًا للعامية جريت عليها أطلب عفوها ثم أداعبها وتداعبني
..

 

اقرأ أيضًا: ميزان العاشقين

                 من 👈 هنا

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى