أخبار مصرمقالات متنوعة

التوهم بالغير

وقت النشر : 2023/03/12 01:03:03 PM

التوهم بالغير

كتب: طلعت عبدالرحيم

إن الإنسان يعتبر في الأصل مخلوق اجتماعي أي أنه لا يحب الوحدة، فنجد أن سيدنا آدم عندما أسكنه الله الأرض جعل معه السيدة حواء لكي تؤنس حياته الدنيوية.

وللإنسان طبائع كثيرة، قد تكون حميدة وأخرى شريرة كما حدث في حادث قتل قابيل لهابيل، والله سبحانه الذي خلق الإنسان بكل أنفسه وطباعه علمه كيف ألا يتبع النفس الأمارة بالسوء، وحثه على الطبع الهادئ غير المتسرع وذلك لكي يعبد الله ويتدبر الأمور جيدًا، وترك الله للإنسان حرية العبادة بعد أن علمه الطريق القويم.

وعاش الإنسان جيل بعد آخر يعمل ويحصل على مبتغاه وجعل التوكل عليه فريضه، وأمره ألا يركن بعيدا عن الله؛ فإذا استعان فليستعن بالله، وإذا احتاج طلب من الله فلا يطلب من أي أحد غيره.

وما أن لبث الإنسان إلا وكان اعتماده على من حوله، فدائما يلهث بالبحث عن الآخرين من خلق الله ليطلب منهم العون بحجة إنها “شطارة” والمساعدة في احتياجاته من الآخرين، ونسي رب العالمين الذي دوما هو المعين والرازق الأمين، فغاص في المنكرات من الربا والجري وراء الصغائر والغش والتآمر والنصب حتى وصل للسرقة.

وكل فعل يفعله غير شرعي وديني يذهب عنه البركة وتحدث دوامة الآهات ويزيد انغماسه في الآهات حتى ينسلخ عن دينه فراح يدور على المسعف فتتخبطه الأهواء والغرائز ويبدأ البحث عما يخرجه من أزماته، لدرجة أنه أصبح عبد لشياطين الجن والإنس واعتبر الجان أولياء له في مسعاه فانحرف عن دينه وأخذ بالبحث عن ديانات أخرى فوقع في الماسونية ومنها عبدة الشيطان، وتخبطه هذا أوقعه في مشاكل لا حصر لها، فلجأ لكره بني جنسه وعشيرته والاعتداء عليهم وصارت الحروب وسيلته لجلب ما يريده وتلبية أطماعه وأخذ يستخدم علمه لصنع أسلحة أشد فتكا للسطو أو للدفاع عن نفسه من الآخرين إلى أن وصل لتدمير نفسه ومن حوله ووقع في براثن الجوع والمرض والتخلف والهذيان حتى ضاقت الأرض به فأوحى الله لها بالزلازل والبراكين والأعاصير لتريحه من أطماعه وتكون عظة وعبرة وتذكرة له ومخافة حتى يرجع وينوب لله.

وللأسف، الغالبية من الناس غافلون ولن يفيقوا إلا وقد دمروا البشرية والأرض وما عليها، وهذا هو الإنسان الذي لم يخلق إلا لإعمار الأرض وعبادة الرحمن، وما له إما جنة أو نار بعد انقضاء حياته وغادر الأزمان فيا ليته يفيق قبل فوات الأوان ويترك الشر وعبادة الشيطان ويرجع لربه خالق الأكوان ومدبر الأحوال ويخرج من دائرة التوهم التي أوقعه فيها الشيطان بالبعد عن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى