أخبار مصر

الاضطرابات الجنسية و تأثيرها على الصحة النفسية و الجسدية

وقت النشر : 2023/06/11 08:57:35 AM

الاضطرابات الجنسية و تأثيرها على الصحة النفسية و الجسدية

بقلم : رشا علواني

لقد خلق الله الجنس من أجل إعمار الأرض و تحقيق الخلود ، ولا يمنع ذلك تحقيق المتعة في الممارسة في إطار شرعي مع شخصين يتبادلان معا : الحب و الود و الإحساس بكينونة الآخر ، الأجنبي قبل أن يكون فعل فهو تواصل و تكامل و رغبه فهو مهما اشتعل لا يستمر سوي دقائق ، و لذلك لابد أن يكمل الزوجين باقي اليوم في أنشطة إنسانية تعمل علي إسعاد كل منهما للآخر.

– الجنس كلمه من ثلاثة أحرف إلا أنها تحتوي بين جنباتها العديد من المظاهر وهي :

الخلود ، البقاء ، التواصل ، الانحلال ، الأخلاق ، الاضطرابات ، الفناء .

و قد أكد الكثير من علماء النفس علي أن الصحه النفسيه للفرد تبدأ من الفراش ، وإن الجنس رغم أنه غريزة إلا أن هذه الغريزة يتفرع منها ثلاث غرائز فرعية :

١- غريزة خاصه بالشهوة بين الرجل والمرأة.

٢- عاطفه نفسيه متبادلة بين الرجل والمرأة.

٣- الحب العائلي الذي يربط بين الزوجين و الأولاد ” غريزة الأمومة و الأبوة ” .

وحتي يتم إشباع الغريزة الجنسية بصورة سوية لابد أن يتم ذلك في إطار من الشرعية ويكون ذلك بالزواج ، و يتم ذلك وفقا للعديد من الشروط و التي تهدف إلي استقرار الأسرة من جهه و الأولاد من جهه أخري ، و استمرار الرعاية لهم من جهه ثالثه .

تعتبر الأسرة هي النواة الأساسية لتقدم واستقرار المجتمع.

لقد خلق الله الإنسان مزود بالعديد من الدوافع البيولوجية التي تخدم بقاء نوعه و تحافظ علي بقائه وتشمل تلك الدوافع علي :

الأكل عند الجوع ، الهرب عند التعرض للخطر أو الهجوم ، البحث عن الراحه و تجنب الأشياء المؤلمة ، السعي إلي المتعه .

الحفاظ علي البقاء و التكاثر و التزاوج و ذلك من خلال الزواج.

الدافع الجنسي موجود لدي سائر الكائنات الحية و الحيوانيه ، ولكن ما يميز الإنسان عن الحيوان أن جميع دوافعه تقريباً الأولية الفسيولوجية تخضع للتعديل و ربما للتحور و التأجيل ، فالحيوانات لا تستطيع التحكم في رغباتها علي عكس الإنسان الذي تم تميزة عن سائر الكائنات تم تميزة بالعقل حتي يستطيع التحكم في رغباته الجنسية و الحياتية .

و من أكثر العلماء الذين تحدثوا عن الجنس و بينوا الآثار السلبية و الضارة الناتجة عن كبت تلك الغريزة هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي

سيجموند فرويد

ولقد ذكر فرويد أن هناك دافعان يحكمان حياة الإنسان وهما :

١- دافع الجنس

٢- دافع العدوان

و هما دافعان أساسيان لدي الإنسان و يعتبران من الوراثه .

و تعتبر غريزة الموت مضادة لغريزة الحب و الحياة ، ولكل غريزة طاقتها الخاصه ، و كبت اي غريز صار جدا.

لم يقصد فرويد ممارسة الجنس بصورته الضيقه و لكن نظر إلي الحب بشقيه الشهوة اي ممارسة الجنس من خلال إشباع شهوة الفرد .

و الشق الآخر الحنو ” أن يكون الجنس مرتبط و متعلقاً بالحب ، هذا الحب يجعل الفرد يسعي الي البقاء والمحافظة على الذات و علي الأخري و إسداء المعونة و المساعده لهم “

فإن الدافع الجنسي يتميز بخصائص و سمات تميزة عن غيرة من سائر الدوافع فهو أقل أهمية بالنسبه لبقاء الفرد ، فمن الممكن تأجيل إشباعه لفترات طويلة ، او حتي الإمتناع عنه ، و ذلك علي عكس دافع تناول الطعام.

فإن الفرد لا يستطيع أن يعيش فترات طويلة دون تناول الطعام ، و الا يكون قد عرض حياته للخطر .

وعلي نفس النمط باقي الغرائز ، أو الدوافع الأولية و التي لابد للفرد أن يشبعها و الا يكون قد حكم علي نفسه و حياته بالموت أو الضرر المحقق .

وتتمثل تلك الغرائز فيما يلي :

– غريزة التنفس

– دافع الجوع

– دافع العطش

– دافع الإخراج

– دافع النوع

فإن الجنس من الموضوعات التي أثارت و ثار حولها العديد من الأقوال و الحكايات و الاساطير.

بعضها اقتصر علي دور المرأة في العملية الجنسية ، و البعض الآخر من الأساطير قد ارتبط بدور الرجل في العملية الجنسية، و ظل الحديث عن الجنس من الموضوعات التي تدخل في أبواب العيب و الحياء و ذلك علي الرغم أن الجنس غريزة و دافعه فسيولوجية تؤدي إلي نشاط يهدف الفرد من وراءه الي التناسل و استمرار المحافظة علي النوع ، و الاشباع الجنسي و الشعور بالرضا من كلا من الطرفين ” الزوج والزوجة ” يعود إلي اهم مظهر من مظاهر الصحة النفسية ليس فقط للأفراد و لكن لبناء المجتمع.

و من العلماء الذين تصدروا لدراسته و فض حاجز الصمت الرهيب الذي تكون حوله

– الطبيب البريطاني هافيلوك أليس

“1859_1939”

كتب موسوعه في الجنس تتناول كافة موضوعاته و أمورة بكل جرأة و صراحه و تكونت المجموعة من سبعه مجلدات ضخمه بعنوان

” دراسات في سيكولوجية الجنس “

وكان ذلك صادما في ذلك الوقت ، وكان يسمي بالعصر الفيكتوري نسبه للملكه فيكتوريا ، وسمي أيضا بالعصر النقي puritanical حيث تم إعلاء شأن الاخلاق وعدم السماح بالحديث عن الأمور الشخصية و كل ما يتعلق بالجنس.

– عالم النفس الشهير سيجموند فرويد

” 1856 _ 1939 “

لقد جعل الجنس محوراً للعديد من الاضطرابات النفسية ، وهو أول من تحدث بإسهاب عن العديد من الأمراض النفسية و العقلية من جراء الكبت الجنسي ، وهو أول من نادي بأن الجنس محور العلاقات و التفاعلات الإنسانية، و اول من ربط بين مراحل النمو النفسي و بعض الانحرافات الجنسية .

– طبيب الأعصاب الألماني

البارون ريتشارد فون كرافت

” 1840 _ 1902 “

 ولقد تناول في كتابه المعنون اشهر الجرائم الجنسية و العديد من الجرائم التي كان الدافع من ارتكابها الجنس ، مركزاً علي حقيقه أساسية خلاصتها أن الجرائم الجنسية يمكن خلقها من ميول جنسيه ، و هذه الميول تختلف من شخص لآخر.

 هناك العديد من الباحثين الذين قاموا بتناول القضايا و المشكلات و الموضوعات الجنسية ، ولقد توصلوا إلى نتائج صدمت الرأي العام في ذلك الوقت و من أولئك العلماء:

كينزي ، الين ، شيفرز ، ماسترز ، جونسون ، شيرفي .

و يعرف الجنس في الطب النفسي بأنه سلوك يبدأ بالإثارة و ينتهي بالمصاجعة ، وعلي ذلك فإن الزواج سلوك جنسي لانه امتداد لمرحلة من الإعجاب و الانبهار و الغزل والحب و الخطبة و كتب الكتاب و أكاليل و ينتهي بالممارسة الجنسية.

و قد سنت العديد من المجتمعات العديد من القوانين و الإجراءات التي تحدد ما يجب و ما لا يجب في هذا الأمر .

و يهدف الجنس الي تحقيق جمله من الأهداف يمكن تجميعها في النقاط التاليه :

1- المحافظة على النوع من الانقراض.

2- المحافظة على الإنسان من الضياع و اختلاط الأنساب .

3- حمايه المجتمعات من الانحلال الأخلاقي.

 نظام الزواج هو نظام مستحدث ، لقد عرفته المجتمعات الإنسانية مأخرا بعد أن مرت الرغبة الجنسية بالعديد من الصور و لقد لخصها علماء الاجتماع و الانثروبولوجيا في المراحل التالية:

– الشيوعية الجنسية.

– الزواج الجمعي.

– نظام وحدانيه الزوجه مع تعدد الأزواج .

– نظام تعدد الزوجات.

– نظام وحدانيه الزوج والزوجة.

4- المحافظة على صحه المجتمع من الإصابة بالأمراض المختلفة و لقد أكدت منظمة الصحة العالمية علي ذلك من خلال التأكيد على:

– المحافظة علي النفس و البدن .

– عدم إقامة علاقات جنسية غير مشروعة خارج نطاق الأسرة .

– التأكيد على ممارسة الجنس بصورته الطبيعية.

5- الاشباع الجنسي

و هو الاستعداد النفسي و الفسيولوجي لذلك .

6- إشباع الحاجات النفسيه.

7- إعطاء الحياة معان جديده.

8- تحقيق منافع اقتصادية.

9- الزواج و السواء النفسي.

ويعرف السواء النفسي بأنه الخلو من الانحرافات أو الاضطرابات أو الأمراض الواضحة سواء كانت جسمية أو نفسيه او اجتماعية.

و عدم شذوذ الفرد عن الطبيعة البشرية و الخصال الأخلاقيات.

و هناك مجموعة من المعايير التي من خلالها تستطيع تحديد إذا كان السلوك سويا ام غير ذلك ومن أهمها :

1- المعيار الاحصائي

وهو نسبه أو عدد السلوك الشائع و الاكثر انتشاراً في المجتمع.

2- المعيار الذاتي

و فكرة الأساسية أن الإنسان حين يرجع إلي إطاره المرجعي يستطيع أن يحكم أي سلوك من تلك السلوكيات سويا أم غير ذلك .

3- معيار التوافق النفسي

و خلاصه هذا المعيار أن الحياة عملية تكيف مستمرة تجاهد فيها لتلبية احتياجاتنا و الحفاظ علي علاقات متناغمة و متناسقة مع بيئتنا .

زر الذهاب إلى الأعلى