مسلسل “لوتشيا” الحلقة الرابعة
بقلم: الروائي حسن العربي
قامت دونا ماريا بالتواصل مع السيدة لويزا، وذهبت للقائِها في بيتها ومعها كل التقارير الطبية التي تثبت ما حدث لها، وهددتها بإبلاغ الشرطة، وهو أمر لا تُحمَد عواقبه، في نفس الوقت عرضت عليها الصمت ومبلغًا كبيرًا من المال في مقابل أن تتبنى هي البنت، وأن يتم ذلك بشكل رسمي.
قاومت السيدة لويزا الفكرة في بادئ الأمر، لكنها كانت تعلم جيدًا أنها فقدت ابنتها إلى الأبد حين باعتها بثمنٍ بخس، وإذا وصل الأمر إلى الشرطة فسيحرمونها حق الأمومة، ويأخذونها إلى أسرة أخرى، ولن تستفيد هي شيئًا، أما إعطاء دونا ماريا حق تبنيها فقد يعطيها حق معرفة أخبارها بل وزيارتها من حين إلى آخر، والأهم من هذا كله المبلغ الشهري الذي وعدتها به دونا ماريا.
استقرت لوتشيا في روما التي عشقتها، وانخرطت في الحياة الدراسية، وكونت لنفسها مجموعة من الصديقات، إلا أنَّها من حين إلى آخر كانت تمر بأزمة نفسية رغم ترددها المستمر على طبيبتها النفسية.
مرت بضع سنوات على هذه الوتيرة، وقد كانت تتردد من حين إلى آخر في زيارة إلى جنوب صقلية تعاود أمها خاصةً عندما داهمها المرض، وقد كانت في كل مرة تحاول الاعتذار لابنتها، ولكن لوتشيا لم تكن تحب الخوض في هذا الحديث أبدًا، حتى آخر زيارة إلى القرية حيث طلبت منها أمها السماح وقبلته، فقد اشتد عليها المرض، وكانت تشعر أنَّ ساعتها قد اقتربت.
لم يمر وقت طويل على خالها لوكا حتى سافر إلى الغردقة، وهناك وجد باب الاستثمار مفتوحًا على مصراعيه، فانتهز الفرصة واشترى ڤيلا فخمة على البحر الأحمر، وشارك في شراء مجموعة فندقية، كما افتتح شركة صغيرة لصناعة وتوزيع بعض المصنوعات من لحم الخنزير التي يبيعها في محل في شرم الشيخ؛ حيث يوجد عدد كبير من أبناءِ جلدته، وأصبحت حياته كلها تدور بين شرم الشيخ والغردقة، أما لياليه فكان يقضيها بين الخمر والقمار واللحم الرخيص.
