أدبيمقالات متنوعة

انعكاس صورتي

وقت النشر : 2023/10/18 07:51:54 PM

انعكاس صورتي
بقلم هند زيدان

انتهى كلُّ شئ.
تحطَّم كل شئٍ كان يجمعنا.
قد كنتَ لي كلَّ شئٍ؛ كنتَ ليَ الحياة، عندما كنتُ أنظرُ إلى نفسي في المرآة كنتُ أراكَ أنتَ، حُبِّي لكَ جعلنِي أرى نفسِي فيكَ، كنتُ أراكَ الدنيا بأسرِها، كنتُ مكتفِيةً من هذا العالمِ بكَ أنتَ فقط، كنتُ أرى فيكَ جمالَ الدنيا.

كنتُ حبيسةَ مرآةٍ لا ترى فيها إلا أنتَ.
لطالما أطلتُ النظرَ فيها لأراكَ؛ لكنْ في وقتٍ ما ظهرت بقعة في تلك المرآة!
وكنتُ كلَّما نظرتُ إليها شعرتُ بالخوفِ من تغيُّرِ شكلها وسوادها الذي كان يحلُّ بها شيئًا فشيئًا، كنتُ أنظرُ لتلك المرآة وأبكي حزنًا لتغيُّرِها الموحشِ هذا، وبالرغم من خوفي منها إلا أنَّني كنتُ أطيلُ النظرَ فيها، وأُحاولُ تنظيفِها لعلها تعودُ كما كانت؛ لكن للأسفِ باءت كلُّ محاولاتي بالفشلِ إلى أنْ انكسرت هذه المرآة، كَسَرْتَهَا؟!

أتظنُّ أنَّ هذه المرآة كأيِّ مرآة لتكسرَها؟!
ألآ تعلمُ أنَّ هذه المرآة هي أنا؟!
لا؛ كنتَ تعلم أنِّي كنتُ أرى الدنيا فيها، وأنتَ كنتَ دنيتي وجنتي، ورُغم ذلك لم تحاولْ حتَّى تجميعِها؛ لكنْ لا بأس، لا أريدُكَ أنْ تجمِّعَها؛ لأنَّك لو جمَّعتها سترى صورةً موحشةً “وهي أنتَ..!

تحرَّرتُ أنا من هذه المرآة، لكنَّها جرحتني جرحًا عميقًا عندما حاولت أن أُلَمْلِمَ حُطَامَهَا بيدي، في لحظةٍ كسرتنِي، وبالظلمِ والبهتانِ رميتَنِي؛ لكنَّ الله معيَ ولن يكلنِي.

زر الذهاب إلى الأعلى