انقلبت حالتي تمامًا، فقد بدأت أتتبع خطوات الطبيب بدلًا من أن أرسم خطط انتقامي، بل وكنت أتعمد المرور أمام العيادة داخل المنتجع، وألقي عليه السلام إذا كان موجودًا، كنت أشعر بانجذابه هو أيضًا لي، لكن شيئًا ما يصده عني، وشعرت وكأن هناك حاجزًا لا أفهمه يوقفه!
زاد تعجبي عندما عرفت من صوفيا أنه غير متزوج، لكنها أضافت: هو ملتزم، ولا أدري ماذا أرادت أن تقول حقًّا!
هل يمنعه التزامه؟!
لا أدري، لكنني عزمت أمري أن أجد حجة حتى ألتقي به، وأصبحت أنا التي أبحث عنه، ياله من تغير في نفسي؟!
كان الدكتور مدحت رجلًا يتقي الله ما استطاع ويخشاه، وكنت أرى ذلك بوضوح في كل معاملته، وكان مشهورًا بذلك بين العاملين معه، وكان يتحاشى بقدر المستطاع أي خلوة مع أية امرأة، رغم طبيعة عمله الذي أتقنه تمامًا.
على الرغم من ذلك فقد غيره لقاؤه بـلوتشيا للحظات أثناء الكشف عليها، كان نقطة تحول؛ فقد شعر نحوها بانجذاب، بل ولاحظ كثرة مرورها أمام عيادته، وخمن من ذلك أن هناك شيئًا ما متبادلاً بينهما، لكنه كان يقاوم هذا الفكر تمامًا، فهو يعرف طبيعة الأجانب وعلاقاتهم الخارجة عن الإطار الشرعي الذي يلتزم به، والاختلاف الثقافي وأشياء كثيرة، وكان يقنع نفسه بأنه لا داعي للدخول فيما لا تُحمد عقباه.
انشغلت صوفيا مع زوج المستقبل بترتيب إجراءات العرس، وقد قررا أن يكون في أحد القاعات المطلة على البحر، وبدأت في حصر قائمة المدعوين القادمين خصيصًا من صقلية أو ميلانو، ومن أهل العريس ومن أصدقائها من الجالية في الغردقة والعاملين معها، وضمت القائمة دعوة لوكا، وازداد تعجبها من أن لوتشيا لا تلتقي به حتى الآن، وخمنت أن الموضوع به سر، لكنها كانت قد قطعت على نفسها عهدًا بألا تخبره عن وجودها هنا، ثم عزمت على أن تسأل لوتشيا في رغبتها في دعوة لوكا إلى العرس.
