أخبار مصر

قليل من المنطق (الهزيمة نحن)

الهزيمة نحن

وقت النشر : 2023/11/07 07:33:40 AM

قليل من المنطق
(الهزيمة نحن )

بقلم: الكاتب والناقد زكريا صبح

مرَ شهر  على  بدء الإبادة الممنهجة لشعبنا العربي فى غزة، شهر  من القتل لم يمل فيه العدو من  القصف، لم  يرتعش له طرف  وهو يصوب نحو القلوب البريئة، لم يهتز له جفن وهو  يرى الدماء  نهرًا يمتلئ.
مرَ شهر من العجز وقلة الحيلة وربما انعدامها تمامًا،  لم نحرك فيه  ساكنا، لم ننتفض لأهلنا، كأن الذى يحدث لا يمسنا، ولا يخصنا،  كأنه يقع فى  عالم  هوليود  الخيالى.
مرَ شهر ونحن نكتفي بالمشاهدة، وأحيانًا بالدعاء غير موقنين بالإجابة، ربما لأنَّنا نوقن أنَّنا لم نقدم بين يدي الدعاء ما يشفع لنا به عند ربنا فيستجيب لنا.

والسؤال الذى لابد أن نواجه به أنفسنا الآن هو:  لماذا يفعل بنا الآخر هذه المقتلة والمجزرة ولا يأبه لنا؟
ولماذا يقف العالم كله متفرجًا على الذبيحة حتى تلفظ آخر أنفاسها؟
هل لأنَّنا تخلفنا عن ركب الحضارة  فلم نستطع امتلاك  سلاحنا؟ ومن قبله لم نستطع امتلاك قرارنا فأصبحنا فى هوانٍ على الناس؟ يعرفون أنَّنا لا نستطيع فعل أي شئٍ كان؟
هل لأنَّنا لم تُحفظ لنا كرامة نرفع معها هاماتنا؟
هل لأنَّنا لم نكن كرامًا فى أوطاننا فضاعت بعض حقوقنا أو جل حقوقنا؟
لا شك أنَّ العدو عندما يرى حالنا هكذا فى أوطاننا ويتابع هواننا  على أنظمتنا الحاكمة، فإنَّهُ بلا شك يستبيح  كل فعاله  فينا.       هل  تأكد  العدو  من حال فرقتنا  التى ضربت  كل مناحى  الحياة  فى  مجتمعاتنا فاطمئن إلى انفراده  بالضحية، فراح يسومها ألوانًا شتى من العذاب؟
هل اطمئن إلى نخبتنا التى تغنَى على أطلالها الخاصة، غير معنية بما يتعرض له بسطاء الناس ولم يشغلوا أنفسهم بالتواصل معهم والوصول إلى عقولهم وقلوبهم، ومن ثم  تأكد العدو أنَّ أحدًا لن  يدافع  عنا، أو يتبنى قضيتنا؟

ربما كان كل ذلك كفيلًا كى يطلق العدو فينا يديه قتلًا وتشريدًا، مستهدفًا أطفالنا وشبابنا على وجه الخصوص كأنَّهُ يصادر مستقبلنا ويضمن لنفسه ألَّا يقاومه أحد فى القريب العاجل.
وربما كان لغياب الضمير العام وموته لدى المجتمع الدولى  الذى  فضل أن يدعم القوة  فى مقابل  الحق، ويقف إلى جوار الظلم  غير آبه بالمظلوم.
إنَّ هذا التواطؤ الظاهر يؤكد لنا أمرًا واحدًا لا ثانى له، أنَّهُ لابد للحق من قوةٍ تحميه، وأن يعتمد  صاحب الحق على ساعده وعضده، وألَّا ينتظر دعمًا ولا مساعدة من أحد، وأن يحافظ على هامته مرفوعة  فى وجه كل من يحاول النيل منها، وألا يسمح لأحد كائنًا من كان أن يضعفه أو يحول بينه وبين تقدمه على كافة المستويات وفى جميع مناحى الحياة، فإنَّنا فى عالمٍ لا يُحترم فيه إلَّا الأقوياء، ولا قوة بغير علم ولا علم بغير معتقد سليم، فإنَّ العمل  وفقًا لعقيدة أجدى وأسرع فى حصد النتائج مقارنةً بعلم وعمل لا  تحكمه عقيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى