أؤمن أنَّ لكل زمان دجاله وفتنته الكبرى .. في زماننا هذا فتنته هي الإعلام والسوشيال ميديا .. قديما كانوا يقولون لاتصدق إلَّا ما تراه بعينك أو تسمعه بأذنك..
اليوم كل ماتراه بعينك قد يكون غير حقيقي وما تسمعه محض افتراء مطلق..
ليس لك إلَّا أن تتشبث ببقايا هوية يحاولون طمسها وجذور تجتث من تحت الأرض بكل الطرق.
صار عليك أن تنقش هويتك ومعرفتك وتاريخك بقلبك وبقلوب ابنائك مباشرةً دون الاستعانة بأي وسيط فهو غالبًا كاذب أو مضلل ..
عليك أن ترتاب وتشك في كل ما يقدم إليك، وعليك أن تعدد المصادر ومنافذ المعرفة لكل وأي معلومة مهما بدت غير هامة لك .. فوجبات المعرفة التيك اواي السهلة المغلفة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات الهولوجرام والديب ويب صارت متاحة وسهلة ومغرية بشكل يسهل اصطيادك بها تماما كالوجبات السريعة اللذيذة ولكنها تملأ عقلك بالأكاذيب والسموم المسكرة وتصيب شراينه بالتصلب واللامبالاة..
القوة والتكنولوجيا اليوم بأيدي باطشة والحرب الإلكترونية بدأت ولا سبيل لإيقافها .. اليوم من يملك عدد أكبر من السيرفرات يتحكم بحقيقة وجودك على الخريطة من عدمه .. ومن يملك عدد أكبر من المنصات من حقه أن يتحكم بالكلمة والرأي والهاشتاج..
ردد كل يوم بقلبك دينك واسمك وهويتك وتاريخك .. رددها بقلبك كتعويذة حتى لاتنسى .. وإن مت تبقى خالدة بصدرك يرثها ابناؤك من بعدك..
ردد كل يوم الحقائق ولاتكف عن إخبار العالم بها، لعل من يملك القوة يومًا ما يجمع ما بقى في صدور العقلاء ويعيد إعمار الأرض بعد كل ما ضربها من فساد..
ردد كلمة الحق .. فإن لم تنقذ بها العالم .. لعلك تنقذ بها يومًا نفسك وتنجيك.
لاتثق اليوم إلَّا بقلبك وبصيرتك .. ولهذا عليك أولًا أن تختار ما هي مصادر تغذية وإعمار هذا القلب.
