أخبار مصرمقالات متنوعة

كن مميزًا ولا تكن ناجحًا فقط

وقت النشر : 2023/11/22 08:28:29 PM

كن مميزًا ولا تكن ناجحًا فقط

بقلم: رمضان سيد

يسعى الجميع إلى تحقيق النجاح في مجاله سواء كان النجاح في الدراسة أو في العمل أو في علاقته الاجتماعية أو حياته الزوجية أو حتى في هواياته سواءً كانت رياضية أو ثقافية أو فنية وهكذا.

 ولكن القليل منا من يسعى إلى التميز فهو درجة تفوق النجاح وينفرد بها قليل من الأشخاص، فما الفرق بين النجاح والتميز يا ترى؟

يستطيع الكثيرون الوصول للنجاح، وقد يقفون جميعهم عند كلمة “النجاح” فقط وكأنهم وصلوا بذلك إلى نقطة “تحقيق الذات” مكتفين بما حققوه من نجاح، ولا يسعون إلى التطوير وتحسين الذات.

أما المتميزون فهم قليلون ولهم صفات خاصة تجعلهم مختلفون عن غيرهم؛ فالنجاح بالنسبة إليهم مجرد خطوة أو بداية ليعبروا به إلى التميز، وشعارهم دومًا “ماذا بعد؟” أي ماذا بعد النجاح.

تجد المتميزين يسعون إلى التطوير من أنفسهم وتحسين قدراتهم حتى يكونوا مميزين عن غيرهم، ولكن الناجح كل ما يهمه هو إنجاز المهمة فحسب، أي أنه يفعل ما يطلب منه فقط بدون إضافات فنية أو إبداعية لتلك المهمة، أما الانسان المتميز فهو يفكر كيف يتفوق في هذه المهمة وكيف يؤديها على أحسن وجه وذلك بإضافة لمسة إبداعية يعجز عن فعلها الآخرون.

ولنا في الطبيب العالمي”مجدى يعقوب” قُدوة حسنة، كيف استطاع أن يميز نفسه عن غيره من الأطباء في تخصصه، فأطباء القلب كثيرون ولكنه قرر أن يكون مميزاً عنهم بقدراته العلمية والمهارية والإبداعية حتى لُقب “بأسطورة الطب” من جمعية “الطب الأمريكية”، فلم يصل لهذا من فراغ بل بالجهد الدؤوب والمثابرة والتصميم على التميز وليس النجاح فقط.

وهناك أمثلة كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها، فالمتميزون لهم صفات خاصة ومنها:

• الشغف إلى المعرفة:

تجده يبحث باستمرار عن الجديد في مجال عمله ليطور من نفسه ويحسن أداءه وتزويد معلوماته بكل ما هو جديد من أبحاث وإحصائيات وما وصل إليه العِلم من ابتكارات وإنجازات في مجاله وتخصصه.

الشخص المتميز إذا واجهته صعوبات أو عراقيل يستطيع بالمرونة أن يتجاوزها لأنه سريع البحث عن البدائل، و بالمرونة الفكرية يعرف كيف يتعامل مع المشاكل والعقبات، أما الناجح فقط فإذا واجهتهُ أي معيقات للعمل الذي يقوم به فنجده يقف مكتوف الأيدي ينتظر وسائل الإنقاذ لتساعده على التخلص من هذه المشكلة دون محاولة منه لإيجاد حلول بديلة بدلا من اللجوء للغير.

• قيمة الوقت:

المتميزون ينظمون حياتهم ويقدرون قيمة الوقت فيوظفوه في كل ما هو له قيمة ومفيد، فهناك وقت للعمل فقط وهناك وقت للأسرة وهناك وقت للعبادة ووقت آخر لممارسة الهواية المفضلة لديهم.

أما الإنسان الناجح فقط فهو يتعامل مع الوقت بشكل عشوائي فلذلك نجده مجهد جسمانيًا ونفسيًا وصحيًا لأن حياته غير منظمة، وليس لديه القدرة على توظيف واستغلال الوقت لأنه يركز على إنجاز المهمة فقط.

• القدرة على التواصل:

المتميزون يتمتعون بالقدرة على التواصل مع الآخرين سواء كان هذا التواصل لفظي عن طريق الحوار أو غير لفظي من خلال لغة الجسد، فالمتميز يستطيع أن يتعامل مع أغلب الفئات والشرائح من الناس مع اختلاف مستوى إدراكهم لأنه يستطيع أن يتكلم مع كل شخص حسب ميوله وقناعاته ومعتقداته وذلك لأنه يتمتع بالمرونة الفكرية بعيدًا عن التعصب والتشبث بالآراء “التمسك بالرأى” لذلك إذا تكلم في مجموعة أنصت إليه الجميع للاستمتاع بحديثه حتى ولو لم يتكلم يستطيع بلغة الجسد أن يعبر عن رأيه بالرضا أو الرفض دون أن يجرح أحد أو يترك أثرًا سلبيًا.

• متحمسون ومتنافسون:

نجد المتميزين متحمسين للعمل بجدية ومتعة، وعندهم قدرة على التكليف بمهام إضافية لأنه يجد في العمل فرصة ليُعبر بها عن إمكانياته وقدراته، وكذلك يحبون التنافس للوصول إلى درجة أعلى ممن هُم عليها مهما كلفهم هذا من جهد لأنهم يملكون الإرادة والعزيمة والمثابرة.

ولنا في اللاعب “محمد أبو تريكة” “ومحمد صلاح” قدوة حسنة، كانوا يحبون التنافس الشريف ويعملون ليل نهار على أنفسهم حتى استطاع أبو تريكة أن يكون لاعبًا مميزًا مهاريًا وأخلاقيًا وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية حتى لُقب “بأمير القلوب وزيدان العرب”.

أما محمد صلاح الذي قرر أن يرتقي بالتميز ليصل إلى العالمية لينافس أفضل لاعبي العالم لكرة القدم على لقب “اللاعب الأفضل” ضمن جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم وحصل على العديد من الجوائز الدولية ومنها:

“جائزة الحذاء الذهبي ” حتى وصل إلى ما لم يصل إليه أحد في تاريخ الكرة المصرية ولقب “بفرعون مصر”.

وحتى لا يطول الحوار فالخلاصة باختصار أن المتميز أيضًا اجتماعي يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، وله مبادئ وقيم، يتسم بالتوازن النفسي، شديد التركيز ودقيق جدا، متواضع، عنده القدرة على التكيف مهما كانت المتغيرات التي تحدث في المجتمع.

في النهاية لا تكن ناجحًا فُيكتب اسمك على رمال الشواطئ فتمسحه أقدام السائحين، بل كن مميزًا فُيكتب اسمك على صخر الجبال ويذكره جيل بعد جيل مهما مرت السنون.

زر الذهاب إلى الأعلى