أخبار مصرمقالات متنوعة

دهاء ماكر

وقت النشر : 2023/11/27 02:29:59 AM

دهاء ماكر

كتب: طلعت عبدالرحيم

“إن مكر الماكر لا يصلحه مصلح”، فالماكر لا يمكر به إلا ماكر أضل منه، ومثال ذلك إخوة يوسف وتمردهم ومحاولة قتلهم لأخيهم، إلا أنهم احتموا بسيدنا موسى واتبعوا اليهودية للتخلص من بطش فرعون بهم، ثم ما لبثوا أن خالفوا سيدنا موسى ورجعوا لكفرهم ومكرهم، هؤلاء من يطلق عليهم بنو إسرائيل، من أذاعوا وأعلنوا عنادهم للرسل والأديان وكل ما يصلح الأرض من هيئات أو منظمات أو كيانات فغضب الله عليهم وأحيطوا سوء السبيل، فغضبهم وكرههم للعرب والإسلام كره أزلي وفطري لا يصلح معه عهود أو اتفاقيات أو ارتباطات أو معاهدات.

إن زمرة الكفر واحدة لا ينتظر منهم الشفقة أو الرحمة، أو حتى أدنى مسئولية للبشرية، لأن هذا هو مخططهم إنهاء الإسلام والمسلمين والعرب بأجمعهم، فكيف يتعظون أو يعترفون بأخطائهم؟! كلا، لن يحدث هذا، وذلك ليس بجهل وعشوائية منهم ولكن بعلم تام ودراسة لتنفيذ مخططاتهم ضد الإنسانية، فهم من داخلهم خائفون معترفون بضعفهم وكفرهم وفسادهم الأخلاقي وحاقدون على الإسلام والمسلمين، طامعون في خيرات ومواقع الدول الإسلامية والعربية، وكل مشاريعهم إما فتن بين الدول أو قتل وتدمير مباشر لهذه الدول، ولكنهم لم يعرفوا أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

لم يعرفوا أن الإسلام محمي من الله، ولم يعلموا أنهم مغلوبون في ٱخر المطاف مهما صنعوا، وأن النصر والعزة لعباده المؤمنين، فهم لم يعرفوا أن النصر بيد الله ومن عنده، وأن لله جنده في الأرض، فلا تصلح حينها معهم أسلحتهم أو طائراتهم أو مخططاتهم، لأن للكون رب يديره ولله ملكوت السماوات والأرض، فلا مفر إلا عبر التمسك بإيماننا وقرآننا، واتباع نهج رسولنا والخضوع لأوامر ربنا والبعد عما نهى.

والآن، بعد أن تكشفت مخططاتهم وظهر المتصهينون، وعُرف الكارهون للحياة والإنسانية، يجب اتباع نهج لم الشمل للأمة الإسلامية والعربية، والتوحد أمام غطرسة المتغطرسين الذين جاؤوا على وجه السرعة بحاملات طائراتهم وأسلحتهم وجنودهم وكل ما أوتوا من قوة ليرهبون فصيل محاصر من بلد محتل منذ عشرات السنين، ألم يبعث هذا أو يدل على شيء سوى أنهم ضعفاء أغبياء مارقين؟ كيف لأكبر خمس دول في العالم أن يسموا أنفسهم عالم متحضر ويجتمعوا على قلب رجل واحد عزم على إبادة ذلك الفصيل المنهك من الحصار؟

أين التحضر وأين الرجولة؟
لا، بل هم شرذمة ضالة ضعيفة جبانة خائفة مريضة مهزومة عقائديا ونفسيا، يتباهون بالانتقام الجماعي والتكتل المشترك على الفريسة، والرعب يملأ قلوبهم ولا يرقى لهم السكينة والطمأنينة لأنهم ضد بشريتهم ودستور الله في أرضه
وخلقه، فلن يجدوا الراحة والسلام مهما صنعوا، وهذا هو وعد الله ووعد الله حق ونافذ مهما صنع الكافرون.

زر الذهاب إلى الأعلى