أخبار مصرمقالات متنوعة

عاطفة المقاطعة

وقت النشر : 2023/11/27 02:21:41 AM

عاطفة المقاطعة

كتب: سلوى محمد علي

نزلت كالعادة عقب صرف راتبي إلي السوق للتسوق وسد احتياجات وطلبات بيتي المختلفة، وعندما دخلت الهايبر المخصص للسلع واللحوم والدواجن وجدت الأسعار وقد شابها الجنون، فقد تضاعفت بشكل لا يتناسب مع ما خصصته لهذا المشوار الشهري، فأنا أكتب بدقة ما ينقصني بعيدًا عن فكرة العروض التي تهتم بالكم، وبالرغم من تقليل اختياراتي من الاحتياجات الشهرية نتيجة لإلتزامي بنظام واجب من الترشيد القاسي فرضته على ميزانيتي التي تضم في نهاية كل عام العديد من الأقساط المؤجلة شهر تلو الآخر حتى وصلنا لآخر شهر في العام.

كان من الملفت تدفق عاطفة المصريين لشراء كل ما هو منتج مصري أصيل، وهذا ليس بغريب فهي تركيبة المصري الرائعة حيث يسارع كل الموجودين للفت نظرك لوجود مقاطعة لكل ما هو مستورد، ولإثنائك إذا لم تعط انتباه لذلك في أنك ضمن منظومة المقاومة والمقاطعة عزمت وأردت أم لم ترد، ففكرة أننا لابد أن نكون صفًا واحدًا خلف صناعتنا المحلية الوطنية، ونبذ كل ما هو غير مصري واستبداله بالمنتج المحلي إحساسًا منا بأننا بذلك نساهم في تكبيد العدوان وأقرانه لطمة تجارية اقتصادية تشل يده التي تساند الإرهاب وقتل الأبرياء، هذا شعور كل من آمن بفكرة مقاطعة منتجات الدول الغربية الآثمة، ويعتبر هذا الموقف هو أقل القليل في دفع البلاء عن أهالينا العزل في غزة المحصورة.

فرحت جدا بأن كل المنتجات المصرية تقف وقد تألقت في تقلد الصفوف الأولى في زهو وفخر، خاصة وأنها أصبحت منتجات تنافسية ذات جودة عالية وشكل فاخر، وأنه على الصعيد الآخر قد تراجعت إلى الخلف وتقف على استحياء بل تتمنى أن تزول من أمام كل المارة حتى لا تداس بالأقدام كل المنتجات المستوردة التي نري فيها غدر وخسة صانعيها ومنتجيها.

وبنظرة موضوعية، فأنا لا أحب خسارة أي تاجر أو صانع أخذ توكيل أو تصريح من أي منتج عالمي وأتى به إلى السوق المصرية ويستطيع الآن تحويل تجارة المستورد إلى صناعة مصرية ويفتح بيوت الملايين من الشباب المصريين، ولكن أيضًا أتفهم وأقدر وأشعر بعاطفة المصريين المقدمة على مقاطعة كل منتج غربي، استحياء منا لكل طفل بكى أو امرأة غدر بها في حرب الإبادة غير متكافئة الأطراف.

نتمنى من المولى عز وجل جلاء هذا الهم الثقيل على القلوب وإعادة الحق لأهله، ذلك الحق الذي لا يضيع أبدًا طالما نحن قيادة وشعب نقف على قلب رجل واحد ومواقفنا واحدة لا تتغير بل نساند ونعزز وننحاز بكل قوة وإيمان إلى حق الإخوة الفلسطينين في تقرير مصيرهم والعيش بأمان في وطنهم وبعيدًا عن أطماع وأطماح الدول الغازية المستبدة.

زر الذهاب إلى الأعلى