مقالات متنوعة

الصمت لغة العظماء

وقت النشر : 2024/06/10 11:33:19 AM

الصمت لغة العظماء

 

 

كتب: طلعت عبد الرحيم

 

الصمت لغة العظماء.. هكذا قيل في سالف الأزمان، ولكن الحقيقة هي أن الساكت عن الظلم شيطان أخرس، فكيف يوصف الصمت وكيف يكون كشيطان أو كلغة العظماء؟

أقول -وهذا رأيي- أن الصمت لغة وأسلوب له وجهته وذلك حسب الكلام أو الفعل؛ فإن كان الفعل ركيكًا لا يؤذي فالسكوت عنه أفضل..

أما إذا كان الكلام أو الفعل يترتب عليه ضررًا أو أذى أو ضياعًا للحقوق فهنا لا يفضل السكوت ويجب الوقوف والإعلام عن هذا الفعل حتى ينتبه من يهمه الأمر ويحاذر أو يقاوم، وبالتالي يكون الصمت غير مجدٍ.

من هنا، نقول أن الكلمة هي سلاح يستخدم في حينه بالأسلوب الأمثل، فالإنسان الذي يعي أوامر ربه لا يتفوه إلا بالحسنى، ولذا أمرنا رسولنا ﷺ أن نقول خيرًا أو نصمت، وجاء الصمت لمنع الأذى طالما لا يكون القول خيرًا.

فالوعود البراقة وإعطاء الآمال العريضة دون جدوى ترهق الإنسان وتهدم البنيان وتجعله في حيرة بين الحقيقة والخيال.

أما صدق القول والفعل يجعل الإنسان في أمان ويترتب عليه الوعي والعمل الصادق فيشعر الإنسان بالأمن والأمان بدلًا من وضع التردي وتشتيت الفكر للتصدي للقول والأفعال البراقة دون إنجاز فقط للخديعة والانهيار أو السيطرة على الأفكار.

فالإنسان في حد ذاته بسيط ولكن قد يكون حلمه كبير، ولابد من تحقيق حلمه في الحياة فلا يهمه من يخدعه أو يعده بما لا يستطيع فعله أو يزيد آلامه بإمكانية عمله وتطبيقه فيقع في وعود وأحلام مخادعة تجعل منه أكذوبة واعدة.

لابد من الوعي والتريث قبل القول وبالأحرى يجب أن يسبق الفعل القول، وهذا صدق الكلام وترسيخ الأحلام، بمعنى أن نفعل أولًا ما نريد ثم نتكلم عن الإنجاز، هنا يكون الصدق في القول والفعل وهذا أسلم طريق يهتدي به الإنسان ليحيا سعيدًا.

حينذاك تنصلح أحوال المجتمعات ويسودها الحب والإخلاص بدلًا عن الأكاذيب والخداعات التي ملأت الحياة فما نتج عنها غير كثرة النزاعات وإهدار الثروات في الحروب ومعها إنجازات واهية وكثرة مجاعات.

ليت الإنسان يعي بساطته في الحياة ويكون صادقًا في القول والفعل وألا يكون القول نهايته الصمت أو السكوت، بل يكون خير ومأمون، وحينها لا يؤدي إلى أن يصبح الساكت شيطان أخرس.

زر الذهاب إلى الأعلى