ديني

انتبهوا ياسادة..الصلاة والخشوع لله

وقت النشر : 2021/09/28 01:01:43 AM

بقلم: ممدوح الحوتي

عزيزي القارئ..عزيزتي القارئة

موضوعنا اليوم من المواضيع المهمة جدا والتي قد يغفل عنها كثير منا..أو قد لا ينتبه لخطورتها.. ألا وهو المحافظة على الصلاة والخشوع لله،أوالمحافظة على الخشوع فيها…والتأني ،والتروي…حتى تكون مقبولة عند الله …

وعملا بقوله تعالى:”وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين “فسأذكر نفسي وإياكم ببعض الأحداث والشواهد. لندلل على أهمية هذا الموضوع..

” روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى !!!فذهب إلى الطبيب المداوي رسول صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ويقول :
يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت , فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله . . فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي .
يا للعظمة..ألهذا الحد كان الإخلاص والتعلق بالله عز وجل في الصلاة والخشوع لله؟…نعم.

= وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة ,
– فقيل له : كيف ذلك ؟
– فقال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.
ونحن الآن ننقر الصلاة كنقر الديكة والحمام..إلا من رحم ربي .

= وهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة !!
– قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ،
رحمك الله يا فاروق الأمة…لو أتيت على زماننا واطلعت على أحوالنا الآن لرأيت عجب العجاب!!!

= ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون ,
– وإني لأتخوف أن يكون هو هذا الزمان ! فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا الآن ؟

= ويقول الإمام الغزالي ر حمه الله : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ،
– سئل كيف ذلك ؟؟؟
– فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا . . . .فأي سجدة هذه ؟!!

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : “وجعلت قرة عيني في الصلاة”
فبالله عليك-ي هل صليت-ي مرة ركعتين فكانتا قرة عينك ؟

وهل اشتقت-ي مرة أن تعود-ي سريعا إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟
هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله ؟

وانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.. حين كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله :
– يا رسول الله أنت لا تنام ؟؟
– فيقول لها “مضى زمن النوم “

ويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء ؟

وهذا سفيان الثوري ..قالوا عنه لو رأيته يصلي لقلت : يموت الآن ” من كثرة خشوعه”

وهذا عروة بن الزبير ..واستمع لهذه جيدا ..
عروة بن الزبير ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم أصاب رجله داء الأكلة “يعني السرطان” فقيل له : لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله , ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك ، فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟
– والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته ،، فقالوا : نسقيك المنقد ” أي مخدر ”
– فقال : لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم ,
– فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك ,
– فقال : أنا أعينكم على نفسي ،
– قالوا : لا تطيق ،
– قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد بين يدي الله , فإذا سجدت فما عدت في الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون !!!

فجاء الطبيب وانتظر, فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول : لا إله إلا الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .
– حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة واحدة .
– فلما أفاق أتوه بقدمه التي بترت فنظر إليها وقال : أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام ,
ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله .
فقال له أحد الصحابة : يا عروة – أبشر . . . جزء من جسدك سبقك إلى الجنة ،، فقال : والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء ،،

سبحانك يا ربي ..ما أعظم هؤلاء..كانت الصلاة دواء وعلاج وسكن وراحة وهدوء لهم..

نماذج كثيرة وشواهد متعددة… فهذا هو الحسن بن علي رضي الله عنهما كان إذا دخل في الصلاة – ارتعش واصفر لونه . .
– فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟؟!!!

فأين نحن من هذا الخشوع ؟

وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال :
– الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال
فأبين أن يحملها وأشفقن منها . . . . وحملتها أنا !

وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟؟؟
– قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة، وأتخيل الكعبة أمام عيني ،
والصراط تحت قدمي „ والجنة عن يميني والنار عن شمالي„
وملك الموت ورائي „ وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة ,
* فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع ،
وأسجد بخضوع – وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجا في رحمته ثم أسلم ولا أدري !
أقبلت أم لا؟

أعزائي القراء ..يقول سبحانه وتعالى: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله”فاستحضروا عظمة الله في قلوبكم عند الصلاة..وعند الإقدام على أي ذنب ..

يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات „
– فعاتبنا الله تعالى – فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا.
– فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول :
ألم تسمع قول الله تعالى :
” ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ……
– فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا . .

فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟

– لا تنظر إلى صغر المعصيه… ولكن انظر لعظمة من عصيت؟ !
فأنت تعصي رب العزة عز وجل..بل ومنا من يتجرأ ويجاهر بالمعصية..في وضح النهار ..أو في جوف الليل. ناهيك عن من لا يصلي أصلا…وهذا طامته كبرى..ومصيبته أعظم …

انتبهوا يا سادة…واستغفروا ربكم…ورددوا دائما هذه الآية:

“رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء “

وادعوا الله بقوله أيضا:
“ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”.
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون أو يقرأون القول فيتبعون أحسنه.

دمتم في أمان الله.

زر الذهاب إلى الأعلى