أدبي

رسالة حنين

وقت النشر : 2021/12/08 05:14:27 PM

رسالة حنين
بقلم: شيماء محمد عبد الله

ليلا كان الحنين مفترسا
حيث الأماكن لم تعد ملجأنا
تبدلت الوجوه، تلونت المقاعد
المقهى الذي جمعنا رغم جدرانه الباهتة، الشارع الذي كان معرجا تملأه القطط الشاردة، حتى وجوه البائعين،
رائحة المطر الممتزج بالطين
كلها أشياء قد تطورت.
تم طلاء الجدار الذي كان مشققا
تم رصف الشوارع كلها، لكن الحنين كان للأشخاص،
للصحبة التي هوَّنت علينا الأوجاع.

كيف تفرقنا؟
كيف سرقتنا الغربة، كل منا في طريق؟
المسافات اختصرتها الهواتف،
لكن القلوب، كيف تختصر اشتياقا عبر الهواتف؟!
كيف تأخذ حضنا؟ كيف تحكي حكاية تريد دعما على شكل ضمة وكوب قهوة ساخن؟
كيف نستعيد الدفء الذي حاوطنا؟
كيف ننجو من حضارة تفترسنا؟
كيف نعود للمذياع القديم، والمقهى المنكَّة بالحب البريء؟
كيف نمضي في ذات الطريق الذي أضحى ضيقًا مزدحما؟

رسالة حنين

ذات صلة

يا رفاق..
جئت اليوم مكاننا القديم، أكتب رسالة من فرط الحنين، أنا الذي أشتاقكم هنا، حيث لا هواتف ولا مجاملة.
حيث لا صورة ضاحكة وقلبها يتمزق، حيث لو كذبت أناملك بضغطة زر أستشعر وجعك من انطفاء عينيك، من اهتزاز حنجرتك بالبكاء.

رسالة حنين

يا رفاق، أنا هنا؛ في انتظار القطار القديم، ورسائل البريد، ورائحة المطر، وارتشاف شاي القرنفل، أنا هنا بعيدا عن الضجيج، عن زيف التمدن.
أنا ورسالة حنينٍ للماضي الذي كان بنكهة الرضا، ونعاس الصغار، وصوت الأذان، وقدور الأمهات، والمعطف الثقيل الذي كنا جميعًا نرتديه؛ نتبادله سويا طوال الطريق، والحي القديم، ودفء الشوارع، وبركة العجائز، وخطاب بحبر قديم..

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى