أدبي

سجين رقم 707 فنان

وقت النشر : 2022/06/07 06:58:41 PM

سجين رقم 707 فنان

بقلم: مي خفاجة

 هل سمعت عن سجين رقم 707 فنان؟!

– نعم، لقد احتجز نفسه داخل لوحته الخاصة، رسمها وأتقنها جيدًا، لكنه لم يكن كأي فنان عادى، فدائما كانت لوحاته تتحدث وكأنها حقيقية. آخر لوحة في حياته كانت هذه اللوحة، فعندما انتهى منها شعر بنقصان شيء ما، فانطلق يرسمها من جديد مره تلو الأخرى حتى ظهرت له شجره الأمنيات لتحدثه قائلة:

أتريد أن تكسب تلك المسابقة؟!

 – قال نعم

 – ردت: حتى ولو كان ذلك سيأخذ من عمرك مرة أخرى؟!

– نعم، لقد اعتدت هذا

– إذا، تعال إليّ؛ سوف تكون أنت ما يكمل لوحتك العزيزة.

 – ولكن كم ستأخذين من عمري هذه المرة؟!

 لقد تعوّد على ظهورها دائما، تعطيه النجاح مقابل بضعة أشهر أو سنوات من عمره،

– ردت ضاحكة: سآخذك أنت هذه المرة، فلم يبق من عمرك الكثير.

نظر باستنكار قائلا:

لن تنتهي مسيرتي المهنية عبثا، فإن لم أكن أسطورة هذا العالم، لن أرضى، وسآتي إليك من الجحيم راكضا لقطع أوراقك التي أخذت من عمري لتتجمل هكذا.

– ضحكت بشدة لتحدثه قائلة:

 لنرَ عزيزي. والآن هيا فأوراقي تريد أن تكون أجمل، هيا، أعطنا عمرك فقط، واملأ غرفتك بشكلي، اجلس في الزاوية هنا ساندًا رأسك على كفيك؛ فلا أريد للعالم أن يرى مدى بشاعتك بعدما أخذت شبابك يا سجيني وأسطورة عالمك الفني.

هذه هي حكايته، لقد كان سجينها الأخير، ولم نعلم عنه أو عنها منذ هذا الوقت سوى تلك الغرفة الملقبة بلوحته الأسطورية، فلقد ربح المسابقة ولم يكن هنا، أخبرونا يومها أن اللوحة كانت تبكي بدلًا منه، ويقولون إنها بيوم ما سوف تظهر من جديد، وتأخذ من عمر أحدهم لتتجدد طاقتها مثل السبعمائة وستة شخصا قبل هذا المسكين.

احترس، لا أحد يعلم متى تأتي إليه، أو يحين دوره.

سجين رقم 707 فنان
سجين رقم 707 فنان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى