أدبي

حالة بين بين

وقت النشر : 2021/12/13 10:52:55 AM

حالة بين بين

بقلم: سماح رشاد

جاءت الفكرة بخاطري رومانسية، كانت عن ماذا قال عنها؟ وفعلا سطر العقل كلمات، وهي (اكتشفتكِ كما اكتشف الإنسان البدائي النار، النار تأكل ولا تبقي على شيء، كما تناولتِ قلبي قضمة قضمة بهدوء وإرادة)

ثم أردفت الفكرة على لسانه (بت بلا قلب ولا روح، كتمثال لجندي مجهول بميدان كله حياة، يقولون رجل يشتكي الخذل. عجبا لك من رجل!

هل يجب ألا يبوح الرجال بخيباتهم؟ ربما يجب علي ذلك، وها أنا أبتسم وأنكر استباحة قلبي قتلا)

لم تعجبني الفكرة بتاتا فهي مطروقة وحزينة، أقول: لا تستحق سطوري كلمات عن هراء، علاقات ما بين الحب وخيباته، ربما لدي فكرة أقوى وأميز وأكثر جذبا.

الحالة

عزلة ومكان هادىء وقراءة بكتاب ورقي أو إلكتروني، ثم اندماج كلي في حالة التوحد مع المقروء، دوار خفيف..اتساع التحديق..ضربات قلب سريعة.. الأفكار تركض برأسي كأنها في سباق أراه، أو أفعوانيات تدور بسرعة كبيرة، وأيضا الكلمات تلح علي أن اكتبي شيئا، أي شيء، لهاث أنفاس، جسد متغير كأنه محمول بطريقة ما، فزع ورهبة ودهشة، الكلمات تلح علي، أبحث عن قلم لأكتب الكلمات، لا أعلم هل هي التي أراها بعقلي أم أخرى، دوران.. دوران داخلي وخارجي، خروجي العابث مني، كل ذلك متزامن مع حالة هدوء قاتلة في نفس الوقت، شعوران متضاربان مع غرابة الأول لحد فتح الأفواه دهشة، أكتب الكلمات سريعا، هي تركض والقلم يركض والسطور تتسع وتتحرك، ثم أنتهي ويظل الدوار معي، لكن تقل قوته مع الوقت حتى يتوقف كل شيء إلا فزعي وأسئلتي التي بلا إجابة، ماذا يحدث معي؟ وهل يحدث لأحد غيري؟ ولماذا تأتي مرة كل سنوات؟ ولماذا لا تختفي بعد مرور كل هذا الوقت؟

هكذا قصت علي صديقتي الوحيدة قصة حالتها الغريبة، أنصتُّ لها وأسفت أني لا أستطيع أن أحلل ما يحدث معها، فقط طمأنتها أنها بخير وأنه مؤكد أمر بسيط، لذا آثرت أن أقص قصتها أفضل من خاطرتي الكئيبة، فربما حالتها أفضل وأقوى وأميز لتطرح. فلنُنحي المطروق والحزين جانبا إذن، وندهش لحالتها.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى