أدبي

حطام امرأة

وقت النشر : 2021/12/14 04:15:36 PM

حطام امرأة
بقلم: دلال أحمد الدلال

كنت أظن أن الأيام كفيلة بترميم صدوعي، لكن هيهات لمن اغتال قبل الجسد روحي، التهمت قسوته حبي وظن الأمر لا يعنيني.
يا صانع الخذلان، هلا سمعت بردهة الروح شهقة موتي فبادرت بتقديم القرابين لتمحو كل أثر لوجودي؟!
سقط الجسد المنهك ليصير حطاما من حنين، ورغم هذا الخواء الجسدي كل أوصالي تحن إليك.
بحثت حولي عما يستر بقايا الجسد المحطم لأعود للحظة التكوين فلم أجد ما يستر عورات الفقد، لم أجد سوى ذكريات مهلهلة فضحت الجسد ولم تستر منه قيد أنملة، لملمت بقايا الجسد المبعثر، ولكن هناك قطعة لا أجدها؛
شيء يدق بيسار صدري فُقد..

***********************

الحب باقٍ

ذات صلة

زحفت أفاعي الشك فوق رمالنا فمحت بكل هدوء آثار أقدامنا، قاطعت شعري مثلما قطعتني وأنت تعلم أن في بعدك الشعر عصاني.
بت أعاني إثر ذنب اقترفته، فسل فؤادك هل بذنبي يعاني؟!

شريكان نحن بعدما لبينا نداء الفراق دون وداع، من سيمنحك النصيحة بعدما أحرقت آخر ذكرى مع الأوراق؟!
يا لائما قلبي تلهف للقاء، فالحب باق رغم تكذيبك له. لا بأس إن كذبت حبي ونعتني بامرأة تحمل قلبا بلا دقات فنوارس الشطآن ما زالت تكذب أمواجه ولا تعلم كم تشتاق لضم وعناق، تلثم النوارس صفحات الماء لتشبع بطونها، أما أنا فكلما لثمت صورتك زاد الاشتياق.

راهنت نفسي أن بعد الليل سيأتي فجري، فأتى الليل عقيما وخاب رهاني. أحتاج نافذة أطل منها علّني أرى القمر بعدما تدثر بالسحاب ونساني، يبكيني جرحي كل ليلة وأنا أكابر وأكبل بداخلي رغباتي، فهل هناك حد لهذا الصمت المميت، أم أنها بداية النهايات؟!

************************

جُبُ الفراق

أسقطت نفسي في جب الفراق كمن يسقط في بحر من جليد، لم أنتظر أن تأتي كسيار لتأخذني، فكبلت رغباتي بقيد من حديد ولم أرسل لك قميصا بدم كذب
لتأتي إلي فإنه لن يفيد؛ فلن تدفع فيَّ ثمنا بخسا ولن نظلم الذئب البريء.
لقد رتقت قميصا سبق وقُدَّ حينما حاولت إيقاف الزمان، غلَّقت أبواب الأمل بقلب عنيد، وشهد على حماقاتي من أهلي ألف شهيد.
لقد سرت كالمجنون أسرج جواد الشوق كل مساء لأعود على صهوة اليأس بنزف الوريد.
خمس سنوات مرت كليلة، والآن، خمسة من الشهور كدهر سرمدي، هل أرسل قميصا به عطر يعيد لك ذكرى قد مضت؟ أم أكتفي أن ألوك الصبر وأنت بعيد؟!
ما زلت أنظر من ثقب الغياب وأنتظر، وبرأسي يقفز ألف سؤال: هل راق لك ما فعلت، هل هذا كل ما تريد؟

حطام امرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى