أدبي

على صفيح ساخن

كبسولات قصصية

وقت النشر : 2021/12/14 06:32:20 PM

على صفيح ساخن
بقلم: رشا فوزي

طريق أسفلتي طويل، جو مغبّر خانق، تعلّق بيد أمه متقافزا يرفل في براءة الغفلة.
واجمة كانت تقطع الرصيف بمحازاة النهر، سابحة بين زعابيب أفكارها، وحدها تتلظى بنيران الحريق الناشب في صدرها:
– آه! اتجوزت وإن كان عاجبك!
– طلاق مش بطلق!
– مالكيش حقوق عندي!
– هاخد الولد منك، ووريني هتقدري تعملي إيه؟!

انتبه الصغير فجأة على توقف أمه عن السير تاركة يده الصغيرة تتأرجح وحدها في الهواء، رآها تلتصق بالسور الفاصل بين الطريق والنهر.
تبعها، كانت تحملق في المياه الداكنة وهي تسير بوداعة بين ضفتيه، عندما وصلها صوته الرقيق جاذبا طرف ثوبها:
– ماما!
تلتفت له بعينين تلتمعان بالدموع، تغترف من وجهه المتحيّر، ثم تعود لتنظر إلى النهر.

——————

ذات صلة

وفاة شجرة

يتلقى صدرها سهام الزمن، الواحد تلو الآخر؛ يموت الزوج، يغترب الأبناء، تقف وحيدة في الحياة، تتساءل متى تخر صريعة، وترتاح؟!
بمرارة تبتسم، لطالما كانت مثل الأشجار في حياتها، حتى أنها تموت واقفة!

———————

سجين

صعد على متن الأتوبيس، حاملا طاولة خشبية صغيرة، رُصَّت عليها أنواع مختلفة من الأقلام، الولاعات، الأمشاط، وما شابه.
توقف برهة مترددا يقلّب نظره بين الحضور، ليشيح ببصره فجأة مُلقيا نظرة أخيرة على الشارع قبل أن ينغلق باب الأتوبيس.
وينطلق فيعود ببصره مستقبلا الركاب بنظرة غائمة جارا ساقيه ليتقدم بينهم، بصوت خفيض متلجلج يعرض ما بطاولته، لفت انتباهه في نهاية الحافلة مجموعة صبيان من طلبة المدارس يتضاحكون بمرح وبال خالٍ.
لمعت عيناه شفقة وهو يتخيل شهاداتهم تجاور شهادته على حائط الحياة القاسي!

——————–

هذيان

مُتحسسة جبهتي أدْركت الكلمات أني محمومة عندما أخبرتها بتحريري لجنّي القمم، فكافأني بأرض الميعاد المزعوم؛ تلك القصة التي لم تُكتَب نهايتها بعد!

——————–

خبرة

تنازعتني الأفكار، وملأت عقلي بضجيجها، أقف في مفترق طرق، تقتلني حيرة الاختيار، وقلق النتيجة، تنظر لي أمي وتضحك مطمئنة وهي تشير إلى نهاية كل طريق، فقد كانت على اختلافها واحدة!
——————–

على صفيح ساخن.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى