أدبي

فوبيا النهايات

وقت النشر : 2021/12/19 07:41:33 AM

فوبيا النهايات

بقلم: ميرڤت عبد الله

عشت عمري أخاف النهايات حتى اكتشفت أنها الأبقى والأصدق.

لمَ نخاف نهاية كل شيء رغم أنها دائما بداية لبداية أخرى؟ حتى الموت أشعر أني بدأت أصاحبه ولا أخشاه؛ لأني مؤمنة بأنه نهاية دار الكذب والنفاق والفناء إلى أروع البدايات، إلى أصدقها وأقواها، إلى دار البقاء.

ولا أقول إني قديسة لا أخطاء لي، ولكني مؤمنة بالله، واثقة في رحمته وعفوه وغفرانه، وأطمع في جنته رغم أخطائي التي أحاول أن أغتسل منها وأتوب عنها لأستحق جنته التي أعلم أني سوف أدخلها برحمته فقط، رحمة ربي التي وسعت السموات والأرض.

الآن أنا إنسانة أخرى، لدي فكر آخر ونظرة أخرى للحياة، فبعد كل وجع مررنا به أو ألم شديد، بعد كل صدمة تصدمنا في عزيز أو غال، وبعد كل خداع يغرس سهما من الغدر في قلوبنا وكل غدر تعرضنا له من أقرب الناس لنا، بعد كل ذلك أو أي من ذلك يحدث شيء من اثنين  إما أن ننكسر وتموت روحنا بنا ونحيا أمواتنا فنموت وننتهي، أو نقوى ويشد أزرنا ونصبح أكثر قوة وأكثر تحملا ونضجا ووعيا، ويبدو أني بحمد الله لدي روح قوية، روح محاربة.

لم أكن أعلم بذلك فيما مضى، وكثيرا كنت كلما تخيلت نهاية شيء أحبه أجزم بموتي، إلى أن كانت تلك الضربات المتتالية في حياتي، والتي ظننت  حينها أنها نهايتي فجاءتني نهايات متتابعة لم أكن أتحمل يومًا مجرد التفكير بتلك بها، لكنها حدثت ولم أمت ولم أنهار أو أنتهي

 الآن أنا أقوى كثيرا مما مضى، أصبحت إنسانة قوية تعرف كيف تتقبل صدمات الحياة، كيف تحزن ولا تدع الحزن يقتلها، وكيف تتألم في الوداع،  لكن دون أن تضعف أو تنهار.

أصبحت إنسانة لا تخشى نهاية الأشياء، لم تعد لديها فوبيا النهايات بل تتوقع دائما عند كل نهاية بداية أخرى، ربما أروع وأدوم وأبقى.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى