الله الواحد
بقلم: هدى إسماعيل
سبحان الله خلقنا ما بين الغي وبين الرشد
يهدينا طريقًا يهذبنا، ويبصرنا حياة الخلد
ولأني بشر من طين قد أخطئ وأصيب الحد
كل الذنوب مقبولة ما دام يعقبها استغفار أو كانت عن غير قصد
ما لا يرضاه لنا المولى هو أن نعبد من دونه حد
وقديمًا شطّت أفكار خرجت عن المألوف والحد
من يدّعي أنه إله لا غيره رب
وفي زمنٍ لم نمضِ فيه أو نعرف حد
ادّعى سلطانٌ الألوهية عن قصدٍ وعمد
يستخدم ساحرا يعليه عن باقي الخلق
ليظهره للناس إلها قد فاق الحد
وفي يومٍ فكر الساحر في حال الملك من بعده إن جاءه الموت
فأرسل في طلب غلامٍ يعلمه السحر
ليكون من بعده الراعي الحافظ للعهد
الساحر قد كان كبيرًا قاسي اليد
والطفل ما زال صغيرا ناعمًا كالورد
ولأن العود كان أخضر والقلب ما زال ع الفطرة أنكر علم الساحر عن جد
جاب الطرقات مستاءً لا يعرف حد
مر على راهب في الخلوة ولفعله شهد
قال: أرجوك علمني يا عم من هذا العلم
أعلمك أجمل من السحر ما يمس القلب
بدأ غلامنا يتعلم بذكاء وجِد
أسقاه الراهب من علمه كما يسقي الشهد
ومر على الناس في زمانه عجبًا
مخلوق أرهب الناس من خوف ورعب
قال اليوم أعرف من أمره أكذب أم صدق؟
وبلطمة حجرٍ من يده أسقطه الأرض
ليموت الوحش ويصير الطفل أشهر
من الساحر والراهب في نفس الوقت
الحاكم أصبح مذهولًا وأراد يضمه لأصحابه
اليوم ستصبح نديمًا لإله الأرض
فنطق الطفل بكلام ليحق الحق
قال: ما أنت إلا مخلوقٌ مثلي
والله هو مالك الملك
عذبني أو اقتلني كما شئت
لا أرجو إلهًا من دونه أبدًا لو مت
ما كنت بغافل كالساحر أو مثلك أنت
وباسم الله الواحد تقتلني فقط إن شئت
الملك أنكر وتكبر، هدد وتوعده أن يسجد من دون الله لطغيانه
الطفل قد كان قويا، وشديد جدا إيمانه
قال: بسم الله وحده يمكن أن تأخذ روحي
جرب ولتعرف من منا على الحق
وباسم الله قد أطلق من القوس السهم
أرداه قتيلًا في الحال
والقوم كانوا للموقف شهود عيان
الكل أطلق صيحته: ما الرب إلا رب الغلام
ليفيق القوم من الغفلة
ويعم إيمان ينهي أسطورة
أسطورة ملك خسران وساحر جبان
تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف
