أدبي

حقيقة الأسطورة

وقت النشر : 2022/06/19 05:45:26 AM

حقيقة الأسطورة 

بقلم: ماجي صلاح

هناك في ذاك الزمان السحيق بتلك الأصقاع البعيدة، وقبل أن يكتب التاريخ على الأوراق، كان ينقش على الأحجار

ويسطر بالسيوف حبره دماء القتلى، حيث يكون الصراع بين القبائل، ويكون الرجال إما قتلى

أو يعودون لبلادهم محملين بالأسلاب وعلى رأسهم إكليل النصر في انتظار الموقعة التالية التي ستنتهي في الأغلب إما قتيل أو أسير،

وكانت نساءُهم ينتظرن بالقرية ويعلمن الأبناء القتال، والبنات أن يدافعوا عن أنفسهم في حال كان هناك هجوم،

وإذا لم تتمكن تقتل نفسها حتى لا تقع أسيرة، وكانوا يبنون الأكواخ ويحفظون الطعام لأوقات الصقيع حين يندر الصيد،

وكل منهن تعلم أن غدا لها يوم ستخرج من القرية لتكون وحيدة في صحراء الجليد بلا طعام أو مأوى، حيث تتجمد إلى حد الموت.

كانت قريتهم والقرى المجاورة تقع على حدود الغابة السوداء، وكانت سوداء بالفعل فلا يدخلها أحد ولا يعرف أحد منهم ماذا يقع خلفها،

كانت بمثابة جدار طبيعي يحميهم، فكل ما يخشوه هو الحيوانات المفترسة، لذلك اتخذوا لها حارسًا واحدًا،

وكان يعيش هو وابنته الصغيرة ذات الخمسة أعوام التي ماتت أمها من شهور، فكانت كل حياته

ولم يكن يفترق عنها وكانت تسمى “قمر”، وكان يخبرها أن القمر قد سمي على اسمها هي بعد أن غار من جمالها،

وكانت تضحك بسعادة بالغة، وحين أكملت عامها السادس قال لها: لي شهور أعلمك استخدام السهم والصيد وآن الأوان أن تتعلمي دخول الغابة ودروبها ،

لكن لا بد أن تعديني ألا تخبري أحد، هذا سرنا في هذا اليوم.

شعرت قمر أنها أصبحت كبيرة بما فيه الكفاية لكي يأتمنها والدها على أسراره، وراح يوما بعد يوم يأخذها إلى عمق الغابة أكثر وأكثر،

في خلال عام علمها بعض دروب الغابة السوداء القريبة، فقد كان مترددًا أن يصحبها إلى الداخل، فقد كانت في الغابة مستنقعات آسنة وبرك عميقة من يسقط فيها لا يكتب له النجاة،

وكثيرًا ما شاهد حيوانات تطفو بعد أن سقطت في أحد تلك البرك اللزجة،

إلا أنها راحت تلح عليه أن تدخل أكثر، في ذلك اليوم شاهدت أشجارًا ضخمة تتعانق فروعها

فتصنع حجاب بين الأرض والسماء فلا تسمح للهواء العليل أن يدخل أو يزورها الضياء،

فقط تتسلل بعض خيوط رفيعة كأنه شعر سيدة عجوز أبيض متناثر بلا ترتيب، اقشعر بدنها وشعرت بالرهبة

إلا أن والدها ساعدها بأن جعلها تتسلق أحد تلك الأشجار الضخمة، اكتشفت أنها عبارة عن مكان فسيح تستطيع الجلوس فيه، أحبت هذا كثيرا.

عندما أقبل المساء، وكان الجو باردًا للغاية وقد أشعل النار وبجانبها كلبها وعلى كتفها بومة صغيرة سوداء كأنها جزء من الليل،

سألت أبيها: كيف دخلتها وهي الأرض المحرمة؟ كيف عرفت دروبها؟

قال: كنت أنا وأمك نتابع بعض الحيوانات التي تدخل ثم تعود سالمة وخاصة كلبي الأسود العجوز،

كنت أراقبه يوماً بعد يوم حتى قررت أن أتبع خطواته ولم أخبر أحداً إلا أمك،

مع الوقت حفظت الدروب والمسالك التي تستطيعين السير فيها، ولم أعد أخاف منها حتى أن بعض الحيوانات أصبحت تعرفني.

ضحكت قمر وقالت أنها تريد أن تصادق تلك الحيوانات، ولكنها لا تراها فقط تسمع الأصوات، قال: إنها تعيش بعمق الغابة، وهي قليلة فالمكان لا يساعد على الحياة،

مع الوقت سنغوص إلى العمق حتى نصل إلى المنتصف عن قريب، سمعوا أصواتًا ترتفع ثم ظهرت شابة تحتضن لفافة ضخمة يتبعها رجل وامرأة كانت تبكي بصمت،

ارتسم الوجوم على وجه الرجل والمرأة، ثم عاد الاثنان بدون الشابة، تقدم منهم والدها وسأل الرجل ألم يطلبها أحد،

هز الرجل رأسه ثم رحل، كانت تعرف معنى هذا فقد كانت تراقب النساء وهن في الخيام في الجزء المحروق

وقد حرمن من الطعام ويتركن نهبًا للموت إما بردا أو جوعا أو لقمة سائغة للوحوش،

كان المكان يعبق برائحة الموت والخوف، وكثيرا ما بكت وهي تسير بجانب والدها

وترى عظامًا متروكة، ورأس مقطوعة أو جسد ممدد متحجر من البرد والخوف.

عاد والدها وجلس صامتا، ينظر إليها مهمومًا يفكر، وعرفت أنه يخشى أن يصيبها ما أصاب غيرها من الفتيات

ولكن كان يحدث نفسه أن ابنته الأجمل، تتابعت الأيام، وها هي أصبحت تتسلق أشجار الغابة السوداء وتجلس بين فروعها الضخمة،

وبعد أن حفظت الدروب ووصلت إلى منتصف الغابة قررت أن تبني كوخا بمنتصف شجرة ضخمة،

فقد علمها والدها كل ما يعرف من بناء الأكواخ إلى الصيد إلى تتبع الأثر، فلم يخب له سهم أو يفلت حيوان من شرك أو تضل طريقًا بالغابة،

لن تخبر أباها حتى تنتهي، هي تعرف كم سيفتخر بها واستمرت تعمل في الأوقات التي يذهب فيها إلى القرية

أو يقوم بجولة على حدود الغابة ويدور على القرى المجاورة،

واليوم انتهت وكانت سعيدة وانطلقت لتخبره إلا أنه بادرها بقوله هناك أمر هام.

وقفت منصتة، قال: لقد أصبحت في العاشرة من عمرك، واليوم تقدم لخطبتك اثنان من خيرة الشباب ولك حرية الاختيار.

بهتت كأنما صُفعت على وجهها، قالت: لا وألف لا.

سألها: لماذا ؟

قالت: أخشى أن أُرمى يوما في البرية أو أكون للضباع لقمة سائغة.

صمت مفكرا وبعد إلحاح وافق أن يؤجل الفكرة، تتابعت الأيام وقد بلغت الثانية عشر

أصبحت صبية جميلة قوية سريعة نشيطة وحلم شباب القرية،

ذات يوم أجلسها والدها بين يديه وكانت في عينيه نظرة حزن، قالت: لماذا أنت صامت هكذا.

قال: خطبك ابن كبيرنا وما لي على الرفض قدرة.

قالت: يا أبي، ألم أكن ابنتك التي تحب، وقد تعلمت منك ما لم يتعلمه أحد؟!

قال: ياقمر إنه قدر النساء.

اعترضت، وبكت، وامتنعت عن الطعام، ولكن هيهات، قال: إنه أمر أكثر من كونه طلب، وأنتِ أعلم بأحوال القبيلة.

استسلمت فلا تريد أن تسبب أي مشاكل لوالدها، تحدد ميعاد العرس،

كان في خلال اسبوع وكان عرسا مهيبا، زينوها وحضر الكاهن قبل الشروق،

عند لحظة الشروق أقام المراسم وقدم القرابين ثم استعدت للجزء الثاني..

على العروسة أن تبدأ في الفرار، وعلى العريس أن يطاردها، وحين يدركها يحملها إلى كوخه في خلال ثلاثة أيام، فإن لم يدركها يتم إلغاء الزواج،

أشار الكاهن وانطلقت قمر بلا أي تردد قفزت كظبية رشيقة شقت طريقها ثم اختفت،

وقف زوجها المستقبلي واثقًا من نفسه فهو يعرف أنه لا يحتاج إلا لوقت قصير، وهي من ستسقط بين يديه كما تسقط الفاكهة الناضجة،

فكل فتيات القرية كن يتمنين أن يكن مكانها، مر الوقت وبعد أن كان يتسكع اكتشف أن النهار قد انتصف بل إنه يعدو حثيثا للمغيب،

بدأ في البحث بجدية وأقبل الليل وعاد وحيدا ونظر له الجميع ما بين شامت و لائم أو ساخر، وقال البعض انها تتدلل.

لعنها أبوها في سره فهو يعرف طبيعتها المتمردة، لم يغمض له جفن طوال الليل،

مع الشروق خرج الزوج وبعده بقليل تسلل الأب داخل الغابة السوداء

حتى وصل إلى الشجرة التي كانت تجلس عليها ناداها بصوت هامس متوسل،

بعد وقت وجدها خلفه لم يعرف من أين أتت، قال بصوت حزين غاضب: أسعيدة أنت؟ وأي ذنب جنيت حتى تتركيني مضغةُ في الأفواه؟

قالت: هو لم يستطع أن يعرف مكاني فما ذنبي.

همس الأب وقد تملكه الغضب: تعرفين أنه لن يتمكن من معرفة مكانك، فلا أحد يعرف تلك الدروب إلا أنا وأنتِ،

فهل هذا جزائي لأني لم أتزوج بعد رحيل أمك؟ لنا سبع سنوات لم أتركك أو أسمح لأحد أن يمسك.

خفضت رأسها فقد نزع أبوها أسلحتها بكلماته، قالت: عد يا أبي، سأجعله يجدني بطريقة تعيد لك وله ماء الوجه.

عاد أبوها إلى القرية أما قمر فقد خرجت إلى مشارف الغابة السوداء، وقفت تراقب الطريق حتى وجدته يقترب وينظر للغابة من بعيد،

تسللت إلى دغل كثيف من الأشجار على حدود المكان، وراحت تتأوه بصوت مرتفع وكأنها تصرخ طلب للنجدة،

اقترب مترددًا فهو مثل الجميع يخشى المكان، نظر فرأى ثوبها وقد ظهر طرفه

انطلق سريعًا رفع الأشجار وجد رداءها ممزق ووجهها تغطية الأوساخ وعيناها دامعة،

نطقت باسمه متألمة، حملها وعاد للقرية، استقبله الجميع استقبال الفاتح

وخاصة حينما قالت إنها كانت ستموت لولا أن الإله أرسله لها لينقذها.

طلبت منه أن يحملها إلى منزل أبيها حتى تعيد ترتيب نفسها مرةً أخرى، وبعد ساعة أو يزيد طلت عليه بكل روعتها ورونقها حملها بين ذراعيه إلى كوخها،

وكان قد صنع لها كوخًا مميزًا حسدتها عليه كل نساء القرية، ولم يمر الأشهر على زواجها

حتى كان هناك هجوم عليهم من أحد القبائل وتمكنوا من صد الهجوم ولكن مات جارهم،

كان قد تزوج قبلهم بشهر واحد، وبعد أن تمت مراسم حرق جثمان الزوج سمحوا للزوجة أن تظل في بيتها ثلاثة أيام، ولكن لم يطلبها أحد،

خرجت من القرية وهي تحمل خيمتها وبعض الطعام والماء فقط.

بكت على تلك الشابة، ما هي جريمتها؟! فهي لم تقتل زوجها، عمرها خَمسة عشر عاما فقط،

لم تكن جميلة لذلك لم يطلبها أحد من الرجال كزوجة ثانية أو حتى أمة، وها هي ذي تعيش على بقايا الطعام

قد تعيش أسبوع أو أكثر بقليل، في كل الأحوال سيمزقها الجوع، البرد، أو أحد الوحوش البرية، خطر علي بالها فكرة

وكانت عليها أن تنتظر حتى يأتي المساء فهي تعلم أنه محرم على الجميع الاقتراب منها، تسللت ووضعت لها بجانب الخيمة ماء وطعام وكانت تنتظر حتى تجد فرصة لتتحدث معها،

أتيحت لها الفرصة بعد ثلاثة أيام حين خرج الرجال للصيد، تسللت إليها بعد أن حل الظلام وجدتها تغفو مستسلمة تنتظر الموت ولم تقترب من الطعام،

أيقظتها ففزعت ولكنها اطمأنت حين عرفت قمر، طلبت من قمر الرحيل، قالت: إن شاهدك أحد معي سيقتلك أو سيلقوك معي لنموت سويا.

قالت قمر: لا تخافي، ولكن لي طلب واحد، حافظي على حياتك فقد خطرت في رأسي فكرة.

في اليوم التالي دخلت الغابة السوداء وتأكدت أن كوخ الأشجار سليم،

قررت أن تزورها بالليل لتشرح لها الفكرة، لكنها كانت تخشى أن ترفض على أي حال هي محاولة،

قبل أن ينتهي اليوم عاد وزوجها محمول على الأكتاف فقد أصيب من قرن وعل، أصابها الفزع، فكرت قمر وقالت: ربما لا أحبه،

لكن أن يموت فأرمى على حدود الغابة وأترك للموت كأني لم أكن، راحت تدعو وتبتهل، مرت ثلاثة أيام وقد فر النوم منها وزهدت الطعام،

ولكن للقدر أحكام مات زوجها، تحجرت الدموع فاحتضنها والدها، قالت: أبي لا تبكِ، فلن نستطيع أن نغير المكتوب.

قال: سأطلب منهم أن يمهلوك بعض الوقت، فأنت جميلة، وهناك الكثير من يتمنى أن تنضمي إلى بيته،

أنت صغيرتي وكل ما تبقي لي في هذه الحياة.

لكني كنت قد اتخذت القرار، في اليوم التالي بعد الحريق طلبت أن أرحل،

ظن البعض أني أتمني الموت حزنا على زوجي، طلبت أن يصاحبني أبي فقط،

حملت أشيائي وصلت ضمني لصدره بقوة، رحل أبي كسير القلب لا يستطيع أن يتكلم، كانت دموعه تتساقط بغزارة،

وقفت أراقبه ألقيت خيمتي على الأرض ونظرت إلى جهة الخيمة الأخرى لكن لم يخرج منها أحد جزعت هل ماتت؟

انتظرت حتى اختفى والدها، توجهت لخيمة صديقتها وجدتها تخرج ضعيفة هشة

وقد غمرتها شمس المغيب بدت كأنها ستتلاشى مع الخيوط الفضية،

ثم سقطت سحبتها إلى داخل الخيمة، جلست بجانبها أطعمها وأداويها حتى استفاقت،

في خلال يومين كنا قد انتقلنا إلى عمق الغابة توجهنا في كوخ الأشجار،

كانت مرعوبة اعتقدت أنها ستموت رعبا، راحت ترتعش ربطتها في يدي حتى لا أفقدها فإن الطريق محدود،

إلا أنها كادت أن تتسبب في موتنا فقد سقطت في أحد المستنقعات السمكية التي لا تستطيع أن تتخلص منها

وكادت أن تسحبني معها إلا أني تشبثت بأحد الأشجار ونزعت الحبل الذي يربطنا معا ثم ربطه في أحد الأشجار فقد كان أهم شيء أن تظل رأسها أعلى الطمي،

انبطحت على بطني ثم ربطتها من أسفل الإبط وظللت أسحبها حتى أخرجتها بعد أن كنت قد فقدت الأمل،

حمدت الإله وصلنا أسفل الشجرة نظفتها على أحد البرك ثم صعدنا لبيت الشجرة ومر يومان لم نتحرك حتى استعادت صحتها وبدأت تتخلص ببطء من خوفها وكان لابد أن أبدأ بالصيد

وأن أذهب إلى مكان الخيام وأعرف ماذا حدث، كنت قد قررت أن أتواصل مع أبي وخاصة مع عدم وجود أجساد أو عظام فخشيت أن يشك أحد

رحت أراقب البيت من أعلى أحد الأشجار حتى تأكدت أن والدي داخل البيت بمفرده، تسللت بصمت فزع أبي حين رآني.

قال: كيف سمحتي لنفسك أن تخرجي من دائرة الموت، ستغضب الآلهة وستتسببين في هلاكنا.

قالت: ألم تعرف بعد أن هذا كله كذب؟

بعد حوار طويل اقتنع أو لنقل تغلب حب الأب على كل ما عداه، راح يمدها بكل ما تحتاج من أخشاب ومعدات، وكان يتركها في مكان اتفقنا عليه،

علمت ذات مساء أن هناك اثنتين من النساء قد تم وضعهن في دائرة الموت، اتخذت قراري بأن أتواصل معهن لكن هذا كان يحتاج إلى ترتيب، تسللت بعد أن حل الظلام وتحدثت معهن،

لكن إحداهما رفضت والأخرى وافقت بلا تردد، ولكننا أقنعناها وعادت إلى الكوخ معي.

وبعد أسبوع انضمت لنا سيدة أخرى من أحد القرى المجاورة، كانت كبيرة في السن تخطت الأربعين،

كانت أكثر تقبل للفكرة فقد كانت مخطوفة من زمن وكانت جميلة قوية لذلك كانت تجد دائما من يختارها،

وحين وصلت لهذا العمر لم يعد أحد يريدها أصبحنا خمسة،

كان لابد من توسيع المكان فاقترحت عليهن أن ننتقل إلى عمق الغابة وأن نقوم بإشعال نار في الخيام المتروكة بالمنطقة المحرمة حتى لا يكون هناك شك.

انتقلنا إلى عمق الغابة في مكان بلا أشجار، وبدأنا في بناء بيت أكبر وأقوى،

وهذا سهل فهذا عملنا في القرية، قبل أن يمر بضعة أشهر أصبحنا عشرة

فهناك خمس قرر وكلهم ينفذون نفس القانون، حتى أن بعض النساء كن حوامل وفي النهاية كان لابد من ترتيب حياتهن خاصة أن بعضهن كن متشككين خائفين أن يعرف أحد عنهن،

قمنا بتكوين جيش خاص من النساء، تدربن على القتال والصيد وتكوين حياة خاصة لهن، اليوم كان أول احتكاك عملي مع الرجال

بعد أن مر عام وأصبح عددنا بالعشرات، عرف الرجال ما كان وحاولوا أن يدخلوا الغابة ولكن فشلوا، فلم نحارب نحن فقط

بل كانت الطبيعة تحارب معنا وتنصرنا، وانسحبوا وكل من تعرضت للظلم كانت تلجا لنا بأن تربط خيط على أحد الأشجار تترك فيها رسالتها،

اليوم كان احتفالنا بالعام الأول، وقفت قمر قالت: لا تحزنّ، فنحن قد لفظتنا الحياة كما يلفظ البحر الجيف ولم يستقبلنا الموت،

بل تركونا معلقين نتعذب بالزمهرير والجوع بلا رحمة، لم يتذكرونا وفي داخلنا خواء،

أعدكم ستجدون الأمان هنا مع الحيوانات المفترسة أكثر من البشر الظالمين، ومن هنا بدأت حياة مختلفة،

وأصبحت قرية النساء مقر لكل امرأة تهرب من الظلم، وأصبحوا أسطورة تتناقلها الأجيال، فوراء كل أسطورة قصة حقيقية.

حقيقة الأسطورة
حقيقة الأسطورة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى