أدبي

رسالة إلى هؤلاء

وقت النشر : 2021/12/25 07:19:37 PM

رسالة إلى هؤلاء
بقلم: أسماء سعيد

إلى أولئك المعذبين في الأرض، من يركضون وراء لقمة العيش وقد لا يحصلون عليها، من يكدحون لأجل ألا يبيت ذووهم جياعا ولا بردانين، أو يشقون من أجل الحصول على ثمن علبة دواء، وقد يحملون الهم أطنانًا إن طرأت عملية مفاجئة لأحدٍ ممن يعولون، ويطرقون كل الطرق المشروعة، يكدحون ليل نهار لتوفير ثمنها المطلوب بعيدًا عن الحاجة لأحد أو مال حرام. من باتوا لا يعطون لآلامهم بالًا، وعندما يمرضون لا يتدثرون في أغطيتهم المهترئة؛ فليست لديهم فرصة لذلك، بل يستمرون في كدحهم من أجل العيش بكرامة وألا يَذلون أنفسهم لمخلوق. لا يعبأون بالبرد أثناء عملهم أو شقائهم فجرًا كان أو ليلًا، ولا يلقون بالًا لحرارة الشمس التي تكوي جباههم، لا يفرق معهم سوى أن يكونوا مستورين. من كانت تتقاطع طرقي معهم في المواصلات العامة، أو أراهم من نافذة الميكروباص وأدعو لهم دائمًا بالعون والرزق الحلال. إلى هؤلاء الذين لن يتسنى لهم قراءة كلماتي هذه فليس لديهم وقت ولا فرصة لتصفح الإنترنت ولا طاقة لقراءة الخواطر والمقالات، وليس لديهم وقت لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بمشكلاتهم اليومية، بل قد يسخر الله لهم من يكتب وينشر عنهم…. إليهم أهدى كلماتي البسيطة… أعلم أن الحياة غدت صعبة، وكثرة المسؤوليات ومتطلبات الحياة في هذه الظروف تكاد تصيبكم بالجنون من فرط التفكير والهموم، لكني على علم كذلك أنكم تتوكلون على الله وتشكون إليه بثكم وهمومكم، وأوقن أنَّ الله لكم خير عون، تمسكوا بإيمانكم بأن الله موجود يرى ويسمع ويعلم ما تُكن صدوركم وما تشعرون، ولعل فرجه قريب، لعله يقدّر لكم فرحة تجعلكم تخرون له سجدًا. الله يعلم وأنتم لا تعلمون، فلا تحزنوا ولا تقنطوا من رحمته، ابقوا متمسكين بالأمل وهو معكم يهديكم سواء السبيل، ابقوا متشبثين باليقين دائمي العمل إلى أن يغير الله من حالٍ إلى حال فلن يغلب عسر يسرين “فإنَّ مع العسرِ يسرًا. إنَّ مع العسرِ يسرًا”

رسالة إلى هؤلاء.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى