أدبي

عامٌ مضى

وقت النشر : 2021/12/29 02:17:42 AM

عامٌ مضى
بقلم: مي إبراهيم القاضي

عام مضى وانقضى بكل ما فيه من فرح ودموع، بكل ما فيه من عبرات وابتسامات، بكل ما فيه من وجع وألم، كثرت أحداثه واختلفت، كم بكينا وضحكنا، كم تعبنا وكافأنا الله بالخير والسعادة، رضينا فأرضانا الله ولله الفضل والمنة، الحمد لله دائما وأبدا.
ولكن كيف لضعفاء النفس أن يتركوا بسمتنا تدوم؟!
لا سلاما ولا بردا ولا أمنا عليهم؛ من أهلكوا قلوبنا واستنزفوا دمعنا بسوء نظرتهم، من رمونا بسهام أعينهم فجعلونا كالرماد، كالأثواب البالية تمزقها أرق النسمات، كقشة تقسمها الرياح فتبلى وتفنى، جعلوا قلوبنا تبكي قبل أعينا، حسدونا على لقمة العيش ولم يدركوا كمَّ الوجع الذي شعرنا به وهي تنزل جوفنا، حسدونا على الضحكة ولم يدركوا كم بكينا لياليا ليمُن الله علينا بتلك الضحكة بعد طول انتظار، حسدونا على النجاح ولم يدركوا كم انحنت ظهورنا وأُجهدت أعيننا سهرا من أجله، فلا سلام عليهم ولا راحة ولا سكينة، أهلكونا واستهلكونا وما لنا غير أن نختصمهم عند الله.
وكل الود والحب لمن مَر علي مُرنا فحلاه، وشعر بعطش قلوبنا فرواه بكلمة طيبة، أو ابتسامة أو دعاء، كل الود لمن فرح لفرحنا وتمني لنا الخير فله أكثر مما تمنى، رزقه الله السعادة والهناءة والرضا وأرضاه.
عام مضي وانقضى بكل ما فيه من فرح ودموع، كان به الحلو والمُر، ولكن يقيننا بالله وحده سيبقى، نتيقن أن الله ينبت من بين الصخر زهرا، ومن بعد العسر يسرا، يقيننا بالله سيبقينا على قيد الحياة دوما للخير نسعى، وسنظل ندعو الله كل حين أن يرزقنا الخير وأصدقاء تسعد وتقر العين برؤيتهم ويطمئن لهم القلب، سنبقى على يقين أن الله دوما يحفظنا، وسندعوه أن يجعلنا في عنايته ومن نحب، وأن يبعد عنا مرضى النفس وضعفاء الإيمان بالله ممن أرهقوا قلوبنا طلية الأعوام الماضية بسهام أعينهم، سنظل نخبرهم أننا لن نسقط طالما كنا في حفظ الله، فليحملوا في أنفسهم ما يحملون، وليتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله، وليعلموا أن كل ساقٍ سيسقى بما سقى، وأننا دوما في حفظ الله ورعايته.
كل عام ومن أحبنا في خير وسعادة،
كل عام ونحن جميعا في حفظ الله ورعايته.

عامٌ مضى.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى