أدبي

مأساة

وقت النشر : 2022/01/19 12:52:21 PM

مأساة
بقلم: عزت أباظة

أعيش دائما حالة الحرب مع خصوم أشداء، هذا الواقع المر خصمي، والوقت خصمي،
قلة الحيلة وأسوار العجز هي أيضا خصوم.
حياتي صارت ساحة معركة وميدان قتال، وما مشاهدها إلا صور الدمار والركام والانهيار،
صار الحطام، والحريق، والرماد مفردات لحياتي، وطابعا لوجودي، تحاصرني أصوات ضرب النار، يصم أذني انفجار القنابل، وتؤلم عيوني مشاهد الخراب وسحب دخان الهلاك،
تنعكس حالة الحرب تلك على تصرفي، أفقد شهيتي ومرحي وحبي، يغزوني الاضطراب فلا أسير إلا ملتفتا حذرا، أصير متوترا، قلقا، خائفا أترقب.
على حافة سكين حادة أتوقف، تدميني كلما هممت بالحركة،
ولكوني صرت محاصرا بلا عتاد ولا سلاح، لم يكن لي بد من الاستقتال، واستقبال الموت الجميل، أسير نحو نهايتي بثبات يدعو للدهشة، أسير نحو النهاية، أو الهاوية إن شئت
وطريقي للهاوية مزروع بالألغام المضاده لبقائي حيا، أو سعيدا، أو سليما غير مجزأ، أتلقى زخات الرصاص بلا اكتراث وقد صنعت درعا يحميني، درع من سلبية ولا مبالاة.
يقتلني الرصاص ببطء، بينما يتم إبادتي بشكل منهجى وإصرار لا يلين، يطول الأمر، ويبدو أنه سيستمر إلى ما لا نهاية.
لقد مللت الحرب، وصار جسدي مثخنا بالجراح، أتوق لأخذ استراحة، ألتقط فيها أنفاسي وأعيد تلقيم سلاحي، أتوق لهدنة، أو حتى لحظة سلام،
لكن المؤلم في تلك الحرب أن لا هدنة فيها ولا أمل أبدا في أي سلام، يشتعل أتون الحرب بنيران لا تنطفىء، ويلتهم اللهب كل شيء، ولن تنتهي تلك المأساة إلا بأن أرقد في سلام. 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى