أدبي

الرحيل

وقت النشر : 2022/04/02 01:08:39 PM

الرحيل
بقلم: صفاء كروش

 

متى سيحل فجر جديد دون صخب أصواتكما،

عراككما، عويلكما، وطلب النجدة من السماء؟! جلبة،

فوضى يعمها الذعر والإرهاب، بت أهلع حال سماعي

خشخشة أقدامك؛ فهي قرع طبول لمعركة جديدة،

مبارزة، كل شيء فيها من

فنون القتال مباح عدا صوتي أنا؛ ففيه هلاكي.

سكن الفزع فؤادي الصغير، لا أفهم ألعاب الصغار،

سهرهم، أنفاسهم المتقطعة من اللهو،

عدم فهمهم لطلب آبائهم لنومهم لبداية لهو

مجدد، ووعود بحلول غد بضحكات لا تنتمي لعالمي،

ولا هي أخطأت طريقها وجاءتني في منام، أو أتت في

يوم عيد تحمل ألعابا جديدة أو قديمة.

لا تؤذيني، هي تمتمة شفاهي في غفوي وصحوي،

ضاقت ومادت الأرض بي بما رحبت، لا أرى من الألوان

إلا لون الظلام، ومن الحكايا إلا حكاية واحدة، أرهب

عرضها كل ليلة وكأنه يأتي بغتة وهو مقيم.

في فراقكما تضرعي ونجاتي من الجحيم؛ لأنعم

بكلمات غريبة على مسامعي يطلق عليها السكينة

والأمان، أنام بأنفاس لاهثة، محبوسة إثر هلع كأهوال

يوم القيامة؛ فهي قائمة إلى حين أوانها، فهي تعلمه

تمام المعرفة.

هل كُتب علي بحبكما أن أتعذب دون جناية مني غير

أني دفعت ثمنه دموعا، آلاما، وابتهالا بنهاية تلك

المأساة ولو على أنقاض جسدي الصغير العليل؟! فرغم

ضغينة زرعتموها في صدري تجاهكما، لا أستطيع إلا

الدعاء على تلك اللحظة التي ولدت لكما فيها. فهل أنا

سبب شقائكما أم أنتما سبب شقائي؟ هذا سؤالي يوم

العرض على رب العالمين.

 

 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق مجموعة ريمونارف الأدبية

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى